سر معاناة أوكرانيا عسكريا.. تحليل صادم لجنرال ألماني
دخلت الحرب الأوكرانية مرحلة الجمود مع عدم قدرة أي طرف على إحراز تقدم حاسم على أرض القتال، ونقص الذخيرة الكبير الذي تعانيه كييف.
لكن من يتحمل المسؤولية في هذه الوضعية التي تمر بها القوات الأوكرانية؟ حمل البعض إجابة غريبة على هذا السؤال توجه أصابع اللوم فقط إلى الحكومة الألمانية.
وللعجب، فإن هذه الإجابة الغريبة جاءت من جنرال ألماني كبير خدم في السابق بالجيش الألماني وقوات حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وكان يعد من جنرالات النخبة في البلاد.
حكم صارم من قبل الجنرال، إرهارد بوهلر (67 عاما) يحمل الحكومة الفيدرالية الألمانية، المسؤولية المباشرة عن نقاط ضعف أنظمة التسلح الأوكرانية سواء السوفيتية الصنع أو الغربية.
ووفق بوهلر، فإن القوات الأوكرانية تفتقر إلى الذخيرة والعربات المدرعة ودبابات القتال وناقلات الجند المدرعة، لأن "الحكومة الفيدرالية قررت التحرك لدعم كييف في وقت متأخر جدًا".
بوهلر الذي يقدم "بودكاست" يلقى استحسانا كبيرا عن الحرب في أوكرانيا بعنوان "ما العمل، سيدي الجنرال؟"، وتنشره صحيفة فرانكفورتر ألغمانيه، قال حول الحكومة الألمانية، إنها "لم تسمح بإعداد الخيارات المعدة للتنفيذ، حتى على المستوى متعدد الأطراف، بحيث تجلس وتناقش: ماذا لو أرسلنا الدبابات في وقت أبكر؟"
وأضاف: "كل هذه المناقشات والاستعدادات تم منعها"، لافتا إلى أن "النتيجة المدمرة لذلك: النقص الحاد في المعدات والذخيرة في الوقت الحالي".
ويفتقر الجيش الأوكراني بشدة إلى الذخيرة، ليس فقط فيما يتعلق بالأنظمة السوفيتية القديمة، ولكن أيضًا بالنسبة لأنظمة الأسلحة الحديثة التي وفرها الغرب مثل المدافع الألمانية "غيبارد".
لكن الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي هو ذخيرة عيار 155 ملم للمدفعية.
يدعو بوهلر إلى تقديم مساعدات عسكرية غربية بشكل أسرع لكييف، خاصة الطائرات المقاتلة، مؤكدا أن أوكرانيا بحاجة إلى "المزيد من الذخيرة لأنظمة الدفاع الجوي، والمقاتلات".
ويقصد هنا المقاتلات الأمريكية من طراز F-16 التي يوجد منها أعداد كبيرة في العالم.
بوهلر قال أيضا إن مقاتلات "إف 16"، "مجرد مثال عام، إذ يتعلق الأمر بوضع الأوكرانيين في موقع جيد على المدى الطويل لضمان أمن بلادهم".
بدوره، أدلى نائب وزير خارجية أوكرانيا، أندريه ميلنيك، ببيان مماثل لبوهلر، إذ دعا السفير الأوكراني السابق في ألمانيا على "تويتر"، إلى زيادة المساعدات العسكرية الغربية لكييف، بمقدار عشرة أضعاف.
وقال: "نحن ممتنون لحلفائنا على مساعدتهم العسكرية. لكن هذا لا يكفي.. أوكرانيا بحاجة إلى عشرة أضعاف الدعم الحالي، لإنهاء العدوان الروسي هذا العام".
وحتى اليوم، قدم التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا، مساعدات عسكرية تصل قيمتها إلى 55 مليار دولار أمريكي، لكن هذا غير كافي في نظر الأوكرانيين والمراقبين العسكريين.
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg جزيرة ام اند امز