عالقون على حدود أوكرانيا.. محنة الهروب بعيون طالب سوداني
في أعين الفارين من الحرب الروسية على أوكرانيا تتجسد معاناة تشكل "جبهات إنسانية" تتقاطع عندها الأبعاد الأخرى للصراعات السياسية.
فهناك، تتقلص جميع الاعتبارات لتدخل خط التماس مع ارتدادات حرب لم تهجّر الأوكرانيين فقط من ديارهم، بل دفعت المقيمين الأجانب بالبلاد إلى الحدود أملا في ملجأ يقيهم القصف والموت.
محنة اللجوء ومعاناة النجاة يرويها هذه المرة أسامة محمد عباس خليل؛ الطالب السوداني العالق في أوكرانيا جراء شدة الازدحام على الحدود مع بولندا.
وفي حديث خاص مع "العين الإخبارية"، عاد أسامة على تفاصيل معاناته منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا فجر الخميس الماضي، مستعرضا إحداثيات مؤلمة تستنسخ معاناة المدنيين في الحروب والصراعات.
يقول أسامة: "فجر الغزو الروسي على أوكرانيا، استيقظت على أصوات صافرات الإنذار ودوي إطلاق النار، ووجهتنا إدارة السكن الجامعي بالنزول إلى قبو السكن، قبل أن نتحرك إلى الوجهات التي نختارها".
وينحدر أسامة من الولاية الشمالية في السودان، وتحديدا من منطقة قنس بالقرب من مدينة عبري، واختار أوكرانيا لتكون وجهته لدراسة ريادة الأعمال.
أحلام تتبدد
مكث ثلاث سنوات في العاصمة كييف، لكن أحلامه بدأت تتبدد عقب الحرب التي نشبت بين الجارتين لتلقي بظلالها على الجميع، داخل أوكرانيا وتتمدد إلى العالم أجمع.
ويروي أسامة معاناته منذ بدء الحرب، قائلا: "قبل الحرب كانت لدينا مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع كافة السودانيين المقيمين في كييف، واستمر التواصل بيننا، وبعد اندلاع الحرب انضم للمجموعة السفير نفسه، ومنها نستمد المعلومات حول الإجراءات التي يمكننا اتباعها لمغادرة العاصمة الأوكرانية".
وأضاف "مغادرة السودانيين لم تكن منظمة أو عبر مجموعات، فكل شخص منا غادر بالطريقة التي رأى أنها مناسبة له، كما أن كل واحد منا كان يحدد ما يجب القيام به دون مساعدة من السفارة أو أية جهة أخرى".
وتابع: "كنا نسابق الزمن قبل وصول الجيش الروسي إلى كييف، وبالفعل نجحت بمغادرة العاصمة قبل وصول الروس، وحاليا انقضت أربعة أيام على مغادرتي العاصمة الأوكرانية".
ولفت إلى أن المغادرة من كييف في أول أيام الحرب كانت "صعبة ولم نستطع الخروج، فالرعب كان مخيما على الجميع"، مستطردا "عندما سمعنا صافرات الإنذار تدوي في كل مكان، سادت حالة من الارتباك بيننا وكان الشعور وقتها لا يوصف".
واضطر أسامة لقطع المسافة إلى الحدود البولندية في يومين، موضحا أن "الطريق إلى الحدود كانت آمنة ولم تواجهني أية مخاطر أو مشاكل، فقط كان الازدحام كبيرا وهو السبب في تأخرنا للوصول إلى الحدود".
وظل الطالب السوداني مرابطا على الحدود بين أوكرانيا وبولندا لمدة 24 ساعة، مشيراً إلى أن همه الوحيد يكمن حاليا في كيفية الاستقرار بدولة ما بانتظار العودة لمواصلة دراسته بكييف حال استقرار الأوضاع الأمنية فيها من جديد.
.