«تجميد الخلايا».. أوكرانيا تمنح «شريان حياة» لجنودها القتلى
أقر البرلمان الأوكراني تشريعا يسمح بتمويل استخدام الحيوانات المنوية والبويضات المجمدة للجنود في حال وفاتهم.
وبمجرد توقيع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مشروع القانون ليصبح قانونًا، فإنه سيسمح للمرة الأولى لأرامل الجنود الأوكرانيين باستخدام الخلايا الإنجابية لشركائهن المتوفين لإنجاب الأطفال، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
كما سيمكن القانون الجنود الجرحى من استخدام خلاياهم الإنجابية المحفوظة لإنجاب أطفال حيث عادة ما تجعل إصاباتهم ذلك مستحيلا.
بالإضافة إلى ذلك، ستدفع الدولة تكاليف تخزين هذه الخلايا المجمدة لمدة 3 سنوات بعد وفاة الجندي أو الجندية، مع وجود بنود تعترف على وجه التحديد بالوالد البيولوجي المتوفى في شهادة ميلاد الطفل. وفي الوقت الحالي، ستدفع الحكومة تكاليف التجميد الأولي للخلايا الإنجابية.
وقالت النائبة بالبرلمان الأوكراني أولينا شولياك، التي شاركت في وضع مشروع القانون: "الحقيقة هي أن العسكريين، الذين تعطلت حياتهم وخططهم الطبيعية بسبب الحرب، لم يكن لديهم في كثير من الأحيان الوقت لترك ذريتهم وراءهم".
ومن المرجح أن يستفيد عدد كبير من الجنود الأوكرانيين من القانون الجديد، حيث تشكل خسائر أوكرانيا في ساحة المعركة سرا يخضع لقيود مشددة، لكن تقديرات المسؤولين الأمريكيين تشير إلى مقتل نحو 70 ألف جندي، وإصابة ما يقرب من ضعف هذا العدد.
وقد يقطع هذا التشريع شوطا طويلا في توفير شريان الحياة لعائلات الجنود القتلى.
وكانت حماية فرصة الجنود في تكوين عائلات تراود أذهان بعض الأوكرانيين منذ فترة طويلة، حيث عرضت إيرينا فيسكوفا، طبيبة الخصوبة في مركز للإنجاب في خاركيف تجميد وتخزين الخلايا الإنجابية مجانًا للجنود منذ الأشهر الأولى للحرب عام 2022.
وقالت لشبكة "سي إن إن" إن "الإصابة المحتملة للجنود والصدمات التي تؤثر على جودة الحيوانات المنوية تجعل حفظ الخلايا التناسلية بالتجميد أمرًا جديرًا بالاهتمام".
وأشارت فيسكوفا إلى أن الاهتمام بالحفظ بالتجميد بين الجنود ازدهر منذ عام 2022، من عدد لا يتجاوز أصابع اليد إلى عشرات الأشخاص سنويًا. وقالت إن عيادتها تخزن حاليا الحيوانات المنوية من عشرات الجنود، بينما تحتفظ عيادات أخرى بمئات العينات.
معظم العملاء الذين تلتقيهم طبيبة الخصوبة فيسكوفا في الوقت الحالي، هم من الرجال، لكنها تتوقع أن يلجأ عدد متزايد من النساء إلى الحفظ بالتبريد مع استمرار الحرب، عقب رفع الجيش الأوكراني القيود على تعيين وخدمة المجندات في جميع المناصب، بما في ذلك القتال، وأصبحت النساء أكثر عرضة من أي وقت مضى لخطر الموت والإصابة على الخطوط الأمامية.