دعم بريطاني وأمريكي ودعوات سلام صينية.. شرايين أوكرانيا تنتعش
رغم مرور قرابة عامين على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إلا أن الوضع في البلد الأوراسي لا يزال حاضرا على طاولة القوى الدولية، باختلاف أهدافها.
ومع سقوط مدينة أفدييفكا في قبضة القوات الروسية، بعد انسحاب الجيش الأوكراني منها، حاولت بريطانيا دعم جهود لدعم كييف العسكرية، فأعلنت أنها ستزودها بآلاف الطائرات المسيرة، وحثت المشرعين الأمريكيين على التصويت لصالح حزمة مساعدات أمنية بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وحلفاء آخرين.
دعم تسعى بريطانيا أن يجري الدماء في شرايين أوكرانيا المتصلبة جراء البرودة الشديدة، أضيف إلى إعلان وزارة الداخلية البريطانية اليوم الأحد أن لندن ستمنح تمديدا إضافيا لمدة 18 شهرا لحاملي التأشيرات الأوكرانية المؤهلين للبقاء في المملكة المتحدة.
وقالت الحكومة إنه اعتبارا من أوائل عام 2025 سيتمكن مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا بعد العملية العسكرية الروسية من التقدم بطلب للإقامة في بريطانيا وسيستمرون في التمتع بحقوق العمل والرعاية الصحية والتعليم.
وقال وزير الهجرة توم بورسلاف في بيان: «يوفر مخطط تمديد التأشيرة الجديد اليقين والطمأنينة للأوكرانيين في المملكة المتحدة بشأن مستقبلهم مع استمرار هذه الحرب، وسنواصل توفير ملاذ آمن للفارين من الصراع».
ولدى بريطانيا برنامجان للاجئين الأوكرانيين، أحدهما لأولئك الذين لديهم عائلات موجودة بالفعل في المملكة المتحدة، والآخر يسمح للبريطانيين بتوفير الإقامة للفارين من الحرب، مع اقتراب العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا من عامها الثالث.
وقالت وزارة الداخلية إن التمديد سيؤثر على أكثر من 283 ألف أوكراني في بريطانيا.
دعم أمريكي
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتف الرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت لـ«تأكيد التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا»، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وأبلغ بايدن السبت زيلينسكي بأنه «واثق» من أن الكونغرس سيجدد المساعدات العسكرية لكييف، قائلا إنه دون مساعدة الولايات المتحدة فإن كييف قد تخسر مزيدا من الأراضي أمام التقدم الروسي.
وقال بايدن لصحفيين في ديلاوير: «تحدثت مع زيلينسكي بعد ظهر اليوم لأخبره بأنني واثق من أننا سنحصل على هذه الأموال». واعتبر أن فشل المشرعين الأمريكيين في الموافقة على تمويل جديد للمساعدات العسكرية لكييف سيكون «سخيفا وغير أخلاقي»، مضيفا: «سأكافح من أجل تزويدهم بالذخيرة التي يحتاجون إليها».
محادثات سلام
ومن بريطانيا إلى الصين، دخلت بكين على خط الأزمة الأوكرانية، داعية على لسان وزير خارجيتها إلى محادثات سلام مبكرة.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الصينية، الأحد، أن الوزير وانغ يي قال إن بكين تعمل دون كلل من أجل دفع إجراء محادثات سلام بخصوص أوكرانيا، ودعا إلى استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
وأضاف وانغ أن الصين لم تخلق الأزمة الأوكرانية، كما أنها غير ضالعة بها، لكنها لم تقف أبدا مكتوفة الأيدي حيالها ولم تستغل الأزمة لتحقيق مكاسب.
ماذا عن الوضع الميداني؟
أكد الحاكم الإقليمي لمنطقة كراماتورسك أن شخصين قُتلا بعدما استهدفت روسيا المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا بقصف صاروخي مساء السبت.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في المدينة رجال إنقاذ ينقلون جثة من أحد المنازل، بينما كان آخرون يبحثون عن ناجين بين الأنقاض. وقال حاكم دونيتسك الأوكراني فاديم فيلاشكين إن روسيا أطلقت ثلاثة صواريخ على المدينة.
وكتب على مواقع التواصل: «انتشل رجال الإنقاذ جثة امرأة مولودة عام 1977 من تحت الأنقاض»، وأضاف لاحقا أنه تم العثور أيضا على جثة رجل يبلغ 23 عاما.
وأشار فيلاكشين إلى أنه يخشى أن يكون هناك شخص آخر مدفونا تحت الركام. وعمل العشرات من رجال الإنقاذ على ضوء المصابيح واستخدموا معدات البناء لإزالة الأنقاض.
وفي مرحلة ما.. أطفأوا المولدات التي تغذي الأضواء الكاشفة بالكهرباء، في محاولة لرصد علامات حياة تحت الركام في حفرة يبلغ عمقها نحو مترين، ولم تحدد السلطات هوية الضحايا على الفور.
ودوت صافرات إنذار الغارات الجوية فوق المدينة محذرة من ضربات جديدة بينما كانت عملية الإنقاذ مستمرة. وقالت متحدثة باسم الإدارة الإقليمية إن الضربة جاءت في أعقاب نمط متصاعد من الهجمات الروسية العشوائية على المدنيين.
ولم يصدر تعليق فوري من موسكو، لكن الكرملين نفى مرارا استهداف قواته البنية التحتية المدنية، وتقع كراماتورسك على بعد نحو 20 كيلومترا من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا.
وقد تعرضت لهجوم روسي متكرر منذ بداية الحرب قبل عامين، بما في ذلك غارة في أبريل/نيسان 2022 على محطة القطار في المدينة أسفرت عن مقتل أكثر من 60 شخصا.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز