عبر «الفصائل».. هل وجهت كييف ضربة لموسكو في سوريا؟
لا تدور فصول الحرب بين روسيا وأوكرانيا على أراضي البلدين فقط، حيث تمتد إلى دول أخرى بعيدة، في إطار لعبة عض أصابع متبادلة.
إذ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن فصائل سورية تلقت نحو 150 طائرة مسيرة، من عناصر المخابرات الأوكرانية الشهر الماضي، قبيل حملتها على دمشق.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مطلعة على الأنشطة العسكرية الأوكرانية، دون تسميتها، أن المخابرات الأوكرانية أرسلت نحو 20 مشغلا للطائرات المسيرة ونحو 150 طائرة مسيرة إلى إدلب، معقل الفصائل المسلحة، لمساعدة "هيئة تحرير الشام".
وعلى الرغم من أن المساعدة الأوكرانية لم تلعب سوى دور متواضع في الإطاحة بنظام بشار الأسد، وفقاً لمصادر استخبارات غربية، إلا أنها كانت لافتة في إطار جهود أوكرانيا الواسعة لضرب العمليات الروسية في الشرق الأوسط وأفريقيا وداخل روسيا نفسها.
الدوافع
برنامج أوكرانيا للمساعدات السرية في سوريا معروف، والدافع الأوكراني واضح: البحث عن جبهات أخرى يمكن من خلالها إضعاف روسيا وحلفائها، وفق واشنطن بوست.
وأعلنت أوكرانيا عن نواياها صريحة، إذ نقلت صحيفة "كييف بوست" في 3 يونيو/حزيران الماضي عن مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني (GUR) قوله "منذ بداية العام، نفذت الفصائل السورية، بدعم من عملاء أوكرانيين، العديد من الضربات على منشآت عسكرية روسية في المنطقة."
ويشكو المسؤولون الروس منذ أشهر، من التورط الأوكراني في سوريا. وفي مقابلة مع وكالة تاس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال ألكسندر لافرنتييف، الممثل الخاص لروسيا في سوريا: "لدينا بالفعل معلومات بأن مختصين أوكرانيين من مديرية الاستخبارات الرئيسية موجودون في إدلب."
كما أدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمعلومات مماثلة في سبتمبر/أيلول حول "عناصر من الاستخبارات الأوكرانية" يتواجدون في إدلب، وقال إنهم يقومون بـ"عمليات قذرة".
بل زعمت صحيفة "الوطن" السورية في ذلك الوقت، أن الجنرال كيريلو بودانوف، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كان على اتصال شخصي مع "هيئة تحرير الشام".
قبل الهجوم الذي شنّته "هيئة تحرير الشام" وأدى إلى الإطاحة بالأسد، زعم المسؤولون الروس أن الصلات بين أوكرانيا والفصائل السورية كانت محاولة لتجنيد مسلحين سوريين للحرب ضد الكرملين.
أفريقيا
ولم تكن العملية في سوريا المثال الوحيد على أنشطة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية خارج البلاد ضد الروس.
إذ ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في أغسطس/آب الماضي، أن أوكرانيا ساعدت المتمردين في شمال مالي على نصب كمين لعناصر مجموعة "فاغنر" الروسية.
وأسفر الهجوم، الذي وقع في 27 يوليو/تموز الماضي، عن مقتل 84 عنصرًا من "فاغنر" و47 من الماليين،
بعد الهجوم، قال المتحدث باسم مديرية الاستخبارات الأوكرانية، أندريه يوسوف، إن المتمردين الماليين "تلقوا معلومات هامة، مما مكّنهم من تنفيذ عملية عسكرية ناجحة"، وفقاً لما نقلته بي بي سي.
وعقب الهجوم، قطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا.
aXA6IDMuMTMxLjM4LjEzMyA= جزيرة ام اند امز