الوباء ونقاط الضعف.. هل تخسر أوكرانيا الشرق؟
تتكالب التحديات على أوكرانيا التي تواجه بدعم غربي عملية عسكرية روسية على أراضيها دخلت شهرها الرابع.
وبعد أسابيع من الصمود بدأت التصدعات تضرب بقوة في جدار الصد الأوكراني مع تقدم ملحوظ لروسيا في شرق البلاد، ما يهدد بخسارة المنطقة الاستراتيجية التي تتيح التحكم في سواحل البلاد الشرقية.
وقال أولكسندر موتوزيانيك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم الجمعة، إن روسيا تبحث عن نقاط الضعف في الدفاعات الأوكرانية قرب نهر سيفيرسكي دونتس في شرق البلاد.
وصرح للتلفزيون الرسمي بأن القوات الروسية لم تتخل عن محاولات تنفيذ عمليات اقتحام في المنطقة.
وإذا سيطرت روسيا على مدينتي سيفيرودونتيسك وليسيتشانسك الواقعتين على النهر فسوف تسيطر على سائر أنحاء لوهانسك، أحد الإقليمين الانفصاليين في منطقة دونباس التي تطالب بها روسيا لصالح الانفصاليين.
وقال موتوزيانيك إن الوضع أكثر هدوءا في جنوب أوكرانيا حيث تحاول روسيا بسط حكمها على المنطقة التي تحتلها وتمتد من خيرسون حتى زابورجيا.
وفي غضون ذلك، تواجه أوكرانيا خطرا لا يقل تهديدا، حيث قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم أيضا إن مدينة ماريوبول الواقعة في جنوب أوكرانيا مهددة بانتشار مرض الكوليرا، نظرا لأن الخدمات الطبية توشك على الانهيار على الأرجح.
وأضافت الوزارة في بيان على تويتر أنه من المحتمل أيضا حدوث نقص شديد في الأدوية في خيرسون.
وفي الشهر الماضي قالت دوريت نيتسان مديرة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية في أوكرانيا إن ماريوبول، التي تسيطر عليها الآن القوات الروسية بعد أسابيع من الحصار والقصف العنيف، من المناطق المحتلة المهددة بتفشي الكوليرا.
ولا تزال القوات الأوكرانية تحتفظ بمواقعها في سيفيرودونيتسك (في الشرق) مع احتدام القتال في الشوارع وتواصل القصف ليل نهار، بينما تضغط روسيا للسيطرة على المدينة المدمرة والأساسية لهدفها المتمثل في السيطرة على شرق أوكرانيا.
سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك الواقعة على الضفة المقابلة لها على نهر سيفيرسكي دونيتس، هما آخر الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في إقليم لوهانسك الذي تسعى موسكو جاهدة للسيطرة عليه في إطار أهدافها الأساسية من الحرب.
وقال سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف، أمس الخميس، إن الوضع "بالغ التعقيد" وإن القوات الروسية تركز كل قوتها على المنطقة.
وتقول أوكرانيا إن أملها الوحيد لتحويل الدفة لصالحها في المدينة الصناعية الصغيرة هو تزويدها بالمزيد من المدفعية للتصدي للقوة العسكرية الروسية الهائلة.
وفي تحديث نادر للموقف في سيفيرودونيتسك، قال بيترو كوسيك قائد كتيبة سفوبودا الأوكرانية للحرس الوطني إن الأوكرانيين يستدرجون الروس لقتال شوارع لتحييد الميزة النسبية للمدفعية الروسية.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية "أمس كان يوما ناجحا بالنسبة لنا. نفذنا هجوما مضادا وفي بعض المناطق تمكنا من إجبارهم على التقهقر لحي أو حيين. وفي بعض المناطق أجبرونا على التراجع لكن لبناية أو اثنتين".
ولم يتسن التحقق من تلك التقارير.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب مساء أمس إن أوكرانيا حققت "بعض التطورات الإيجابية في منطقة زابورجيا، حيث نجحنا في تعطيل خطط المحتلين". ولم يذكر تفاصيل.
وقُتل الآلاف وفر الملايين منذ أن شنت موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" لنزع سلاح جارتها و"اجتثاث النازية" منها في 24 فبراير/ شباط. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغزو بأنه عدوان غير مبرر.
وفي حديثه في موسكو بمناسبة الاحتفال بمرور 350 عاما على ميلاد القيصر الروسي بطرس الأكبر، شبه الرئيس فلاديمير بوتين ما يقوم به حاليا في أوكرانيا بما وصفه بمساعي القياصرة التاريخية لاستعادة ما قال إنها أراض روسية.