القرم وباخموت وسلاح الغرب.. روسيا تقشع "الوهم" بـ"النووي"
إحداثيات الأرض تلقي بظلالها على ملامح حرب أوكرانيا وسط تدفق سلاح الغرب فيما تلوح روسيا بكارت النووي ضمن تكتيكات تفرضها الحسابات.
وفي ظل تدفق السلاح الغربي على كييف، أكد الكرملين أن تسليم الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا "لن يغير مسار الأحداث"، مشددا على أن روسيا ستواصل هجومها مهما كلف الأمر.
وفي تصريحات إعلامية أدلى بها الأربعاء، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن تزويد أوكرانيا بصواريخ يصل مداها إلى 150 كيلومترا سيؤدي إلى "تصعيد التوتر، وزيادة مستوى التصعيد".
وأضاف: "نرى أن هذا سيتطلب منا بذل مجهود إضافي، لكنه لن يغير مجرى الأحداث. العملية العسكرية ستستمر".
الوهم والنووي
في لهجة حادة، حذر رئيس المجلس الاجتماعي في القرم، ألكسندر فورمانشوك، من أن الحرب النووية ستندلع "على الفور" في حالة بُذلت أي محاولات لإعادة شبه جزيرة القرم للسيطرة الأوكرانية.
وحذر فورمانشوك، في مقابلة مع وكالة "نوفوستي"، من أن "أي محاولة للاستيلاء على شبه جزيرة القرم وإعادتها إلى أوكرانيا ستتصاعد على الفور إلى صراع نووي عالمي، ولن تغفر روسيا ذلك".
وأشار إلى أن السيناريوهات التي أوضحها مدير وكالة المخابرات المركزية السابق "تنطوي على الانتحار"، في إشارة لتصريحات سابقة أدلى بها مدير وكالة المخابرات المركزية السابق، ديفيد بتريوس، حول احتمال استعادة شبه جزيرة التي ضمتها موسكو قبل نحو عقد.
وبحسب فورمانشوك، يتعين على واشنطن وكييف تذكر رد فعل روسيا على هجوم أكتوبر/تشرين أول 2022 على جسر مضيق كيرتش الرابط بين شبه جزيرة القرم وروسيا.
وتابع: "شبه جزيرة القرم أرض روسيا التي لا يمكن المساس بها، إذا حاولوا إعادتها إلى أوكرانيا، فستكون الولايات المتحدة مسؤولة عن إطلاق العنان لصراع عسكري نووي حراري".
وفي وقت سابق، اعتبرت الخارجية الروسية أن التصريحات الأوكرانية المتكررة بشأن استعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم "تروج للوهم".
وخلال مؤتمر صحفي بالعاصمة موسكو، قالت المتحدثة باسم الوزارة إن "كييف تروج لأفكار واهمة عن عزمها على استعادة القرم".
البشر بدل الصواريخ
تكتيكات روسيا تتغير على الأرض، وتحديدا في مدينة باخموت التي تحاول موسكو السيطرة عليها منذ الصيف، هناك حيث حلت القوة البشرية بديلا عن الجوية، لتختزل منعطفات بعمر نزاع مستمر منذ نحو عام.
ولطالما ركزت روسيا على استخدام القوة الصاروخية لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض، إلا أن الوضع اختلف في معارك باخموت الأخيرة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مجموعة من المقاتلين والمحللين قولهم إن تكتيكات القتال في باخموت اختلف وتحولت باتجاه دفع موجات بشرية هائلة بهدف خرق خطوط الدفاع الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة عن مقاتلين قولهم إنه على الرغم من التدريب الجيد للقوات الأوكرانية، إلا أن هذه القوة تتزعزع أمام القوات الروسية الهائلة التي يدفع بها باتجاه خطوط الدفاع.
ومعركة باخموت كلفت أوكرانيا خسائر فادحة، لكن محللين يعتقدون أن الخسارة نفسها أفرزت فكرة جديدة مفادها التغلب على المخاوف المتعلقة بالانخراط مباشرة في معركة مطولة من أجل مدينة واحدة، بهدف استنزاف الخصم.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز