حرب أوكرانيا وسد النهضة.. يتصدران مباحثات مصرية بولندية
مباحثات مصرية بولندية تناولت قضايا إقليمية ودولية، بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، وأزمة ملف سد النهضة، بجانب فرص التعاون بين البلدين.
جاء ذلك في لقاء جمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره البولندي أندريه دودا، اليوم الإثنين، بقصر الاتحادية بالقاهرة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الرئيسان، أعرب الرئيس المصري، عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية مع بولندا إلى آفاق أرحب، مؤكدا حرص مصر على الانتقال بهذه العلاقات إلى مستوى أكثر تميزا، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.
وعلى الصعيد الدولي، قال السيسي: "تناولت المباحثات الأزمة الروسية الأوكرانية التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي بأسره وتهدد الأمن الغذائي لمختلف دول العالم حيث تم الاستماع لوجهة النظر البولندية إذا مسببات الأزمة وسبل التغلب عليها".
وتم استعراض وجهة النظر المصرية تجاه الأزمة والموقف المصري بهذا الصدد، والذي يقوم على تناول كافة السبل المؤدية إلى التهدئة والتوصل لحل سلمي للنزاع وبذل كافة الجهود من أجل تحقيق ذلك سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو الدولي.
وتابع الرئيس المصري: "ومن ثم تم التأكيد على أهمية إيجاد البدائل والحلول لتجنيب الشعوب الآثار السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية".
واستعرضت الجهود المصرية المبذولة من أجل تسوية الأزمة من خلال المبادرة المصرية لتشكيل مجموعة اتصال وزارية في إطار الجامعة العربية، والتي قامت في أبريل/نيسان الماضي، بزيارة موسكو ووارسو لالتقاء بوزراء خارجية الدول المعنية لحث جميع الأطراف على التهدئة وتغليب لغة الحوار والتفاوض وصولا إلى تسوية تجنب الجميع ويلات الحرب وآثارها الاقتصادية الوخيمة".
وتطرقت المباحثات إلى القضايا الإقليمية والدولية، ذات الأهمية والأولوية لمصر وفي مقدمتها ملف سد النهضة.
وتم استعراض الجهود المصرية على مدار عقد كامل من المفاوضات من أجل اتفاق منصف وملزم قانونيا مما يكفل عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية وحقوق الأجيال الحالية والقادمة من مياه النيل المصدر الأساسي للمياه في مصر، وفي ذات الوقت يضمن فيه بشكل عادل تحقيق الأهداف التنموية للشعب الإثيوبي".
وأضاف: " كما تطرقت المحادثات إلى عدد من قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تعد القضية الجوهرية في المنطقة، حيث تم التأكيد على أهمية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهو الأمر الذي يتطلب وقف سياسة الاستيطان الإسرائيلي واقتطاع الأراضي الفلسطينية ويستلزم إيجاد مناخ هادئ يتيح الفرصة لمفاوضات جادة وبناءة تفضي إلى تسوية مستدامة لهذا النزاع الممتد".
وعلى الصعيد الثنائي، قال السيسي: لقد تناولت مباحثاتنا بشكل تفصيلي سبل المضي قدما في تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما في الشق الاقتصادي والذي ينطوي على الكثير من الفرص الواعدة في مجالات مختلفة
كما رحب الرئيس المصري، بقرار بولندا استئناف شركة الطيران البولندية الوطنية الرحلات المباشرة بين القاهرة ووارسو اعتبارا من غد الثلاثاء، وهي الخطوة التي تعول عليها مصر كثيرا من أجل تيسير حركة الانتقال والاستثمار بين البلدين، مما سيصب في صالح جهود جذب الاستثمارات البولندية إلى مصر وزيادة حركة التدفق السياحي البولندي إلى المقاصد المصرية، لاسيما أن بولندا تحتل المرتبة الخامسة بين الدول المصدرة للسياحة إلى مصر.
وقال إن زيارة الرئيس البولندي تكتسب أهمية خاصة كونها أول زيارة خاصة بين الجانبين، رغم امتداد العلاقات الدبلوماسية عبر قرن من الزمان بين البلدين، حيث تعكس الزيارة في هذا التوقيت مدى الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات مع بولندا.
وأعرب السيسي عن تطلع مصر لدعم بولندا لجهودها للقضاء على الإرهاب، وذلك من خلال إلقاء الضوء على الجهود الوطنية المبذولة بهدف حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، والتأكيد على الحاجة لبذل جهود مضاعفة لمواجهة الإرهاب على الصعيد الدولي خاصة فيما يتعلق بتمويل الإرهاب وتوفير الملاذ الأمن للعناصر الإرهابية.
وأوضح ، أن المباحثات تطرقت أيضا لاستعراض الجهود التي بذلتها مصر من خلال جميع مؤسساتها لوقف الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية لأوروبا عبر البحر المتوسط وذلك على الرغم من العبء الملقى على اقتصادنا، من خلال استضافة أكثر من 6 ملايين لاجئ يتمتعون بكافة الحقوق الأساسية والخدمات الاجتماعية في مصر، وهو الأمر الذي كان له طيب الأثر في تخفيف ضغط الهجرة على القارة الأوروبية التي تشهد دولها تدفقا مكثفا للمهاجرين مؤخراً.
واختتم السيسي كلمته قائلا: " أجدد الترحيب بكم وأعرب عن تقديري إلى شخصكم الكريم في زيارتكم الأولى لمصر وأيضا تطلعي إلى تلبية دعوتكم إلى زيارة بولندا في أقرب وقت التي تؤرخ لبناء حقبة جديدة بين التعاون والتنسيق بين مصر وبولندا من اجل مزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين".
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi41OCA= جزيرة ام اند امز