خط ليتوانيا_بولندا.. طريق الإمدادات الصعب إلى أوكرانيا
لم يكن هناك ضباط جوازات على الطريق، ولا ممرات جمركية، ولا علامات تشير إلى قطعة أرض أصبحت البوابة السرية للإمدادات العسكرية لأوكرانيا.
"لا صور، لا صور"، هكذا صاح أحد حرس الحدود البولنديين بينما توقفت قافلة مكونة من 17 شاحنة في صباح أحد أيام هذا الأسبوع، قبل أن تعبر إلى أوكرانيا.
وبمكان لا يبتعد عن تلك البقعة، تقع قاعدة عسكرية أوكرانية، قتل فيها ما لا يقل عن 35 شخصا قبل بضعة أيام جراء القصف الروسي، ولا يريد أحد جذب الانتباه إلى هذا المعبر الحدودي الخاص.
وطلب من صحفيي "واشنطن بوست" الأمريكية إيقاف خاصية تحديد المواقع الخاصة بكاميراتهم قبل العبور إلى أوكرانيا.
وكانت القافلة تحمل 45 مركبة – سيارات جيب معدلة، وسيارات إسعاف، وشاحنة مصفحة، ومطبخ ميداني للجيش – بالإضافة إلى 24 طن من الديزل، وسافرت خلال الليل من ليتوانيا كجزء من شبكة إمداد متضخمة تتسابق للوصول إلى أوكرانيا.
وكان هناك أكثر من 12 سائقا متطوعا، بينهم واحدا كان عمله الإغاثي مقتصرا على مساعدة سائقي الدراجات العالقين على الطريق السريع، يقودون السيارات على مدار الساعة لمقابلة المقاتلين الأوكرانيين في الموعد.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه فيما تتفاوض الحكومات بشأن المروحيات المقاتلة وأنظمة الأسلحة المتطورة، يعاني الجنود بالميدان لسد المزيد من الحاجات الأساسية.
ومع إغلاق المصانع الأوكرانية بسبب القصف، تعتمد القوات بشكل متزايد على سلاسل التوريد والتطوع للحصول على المعدات المهمة، بما في ذلك الدروع الواقية، والإمدادات الطبية، والشاحنات الصغيرة، وسيارات الدفع الرباعي التي يريدون استخدامها كمركبات قتالية.
وكان مقررًا وصول شاحنة ثانية في وقت لاحق من اليوم، محملة بالمولدات، وأجهزة اللاسلكي، وطائرات المراقبة دون طيار، ومعدات الرؤية الليلية، والأهم من ذلك، حوالي 7 آلاف سترة مضادة للرصاص وخوذ، والتي تعتبر بالنسبة للجنود، شريان حياة.
وقال الملازم أندريه بيستريك، وهو واحد من عدة مقاتلين أوكرانيين سافروا عبر البلاد التي مزقتها الحرب لاستقبال القوافل: "هذا أكثر ما نحتاجه"، بينما اغرورقت عينيه بالدموع وهو يتحدث عن تدفق المساعدات من الدول المجاورة.
وأضاف: "من الجيش، نحصل على البنادق والذخيرة والزي العسكري. لكن ما نأكله، وما يحافظ على سلامتنا، وكيف نتحرك ونقاتل.. يأتي هذا من الناس؛ شعبنا والأجانب."
وبدأت الرحلة على بعد مئات الأميال إلى الشمال من مستودع في ليتوانيا، وهي بلد لا ينظر إليها عادة باعتبارها مركز للإمدادات العسكرية.
لكن هذه الدولة الصغيرة الواقعة بمنطقة البلطيق شهدت تدفق كبير للدعم إلى أوكرانيا، حتى أن العاصمة فيلنيوس، تمتلئ بالأعلام الأوكرانية ذات اللونين الأزرق والأصفر.
وتتدفق كثير من الأموال التي تم التبرع بها إلى "بلو أند يلو"، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 2014 لإمداد الأوكرانيين الذين يقاتلون الانفصاليين في شرق أوكرانيا. والآن، تعتبر المجموعة نقطة محورية في عملية دعم الأوكرانيين.
وقال المخرج السويدي المولد، جوناس أومان، الذي أسس المجموعة، إنه "لسنوات لم يحصل على راتب ولم يكن لديه موظفين بأجر، حيث كان يفي بالطلبات من وحدات الخطوط الأمامية بميزانية سنوية التي تقل عن 200 ألف دولار".
ومنذ بداية الحرب الشهر الماضي، تدفق أكثر من 20 مليون دولار من داخل ليتوانيا، التي يعيش فيها 2.8 مليون نسمة. ويرسل قافلة إلى أوكرانيا كل أربعة أو خمسة أيام.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA= جزيرة ام اند امز