للحرب وجوه أخرى.. مكاسب غير متوقعة لواشنطن من أزمة أوكرانيا
كان الإفراج عن 61 مليار دولار من المساعدات الأمريكية في أبريل/نيسان الماضي بمثابة دفعة للقوات الأوكرانية في مواجهة التفوق الروسي.
لكن الخبراء أشاروا إلى أن أوكرانيا ليست المستفيد الوحيد من الصفقة؛ إذ إنها توفر للولايات المتحدة رؤية لا تقدر بثمن لعيوب ونقاط ضعف بعض أهم أسلحتها وأنظمة الإنتاج العسكري، وفقا لصحيفة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية.
ومنذ بداية الحرب الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، كانت الولايات المتحدة الحليف الأكثر أهمية لأوكرانيا، حيث قدمت ما مجموعه 107 مليارات دولار من المساعدات للحكومة الأوكرانية.
ومن التشويش على الصواريخ إلى الطائرات بدون طيار والمدفعية، تكتسب الولايات المتحدة رؤية قيمة حول نقاط ضعفها في ساحات القتال في أوكرانيا.
حرب إلكترونية
وأشار "بيزنس إنسايدر" إلى أن أحد المجالات التي كشفت فيها الولايات المتحدة عن عيوب أسلحتها، هو مجال الحرب الإلكترونية، حيث أحدثت أنظمة التشويش الروسية مشاكل كبيرة للأسلحة الغربية الدقيقة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة GMLRS وقذائف مدفعية Excalibur.
كما ازدادت مهارات وحدات الحرب الإلكترونية الروسية بشكل متزايد في تشويش أنظمة الملاحة المستخدمة لتوجيه الصواريخ والقذائف إلى أهدافها؛ ما يجعلها تخرج عن مسارها لتصبح عديمة الفائدة.
وترى ستيسي بيتيغون، المحللة العسكرية في مركز "الأمن الأمريكي الجديد"، أن "الحرب كشفت عن فشل بعض الذخائر الأمريكية الموجهة بدقة".
وفي المقابل، لعبت الطائرات بدون طيار الرخيصة والجاهزة للاستخدام دوراً بالغ الأهمية في أوكرانيا، فقد استخدم الجيش الأوكراني الطائرات بدون طيار لتعويض بعض العيوب في القوى البشرية والمعدات التي تواجهها ضد روسيا، كما استخدمتها لمراقبة المواقع الروسية ، وتوجيه الضربات المدفعية، وزودتها بالقنابل اليدوية أو المتفجرات لمهاجمة مواقع روسيا.
استخدام الطائرات بدون طيار في ساحة المعركة
وقالت بيتيغون إن مناورة القوات وإخفاءها وتزويدها بالإمدادات في ساحات القتال تحت مراقبة مستمرة بطائرات بدون طيار هي معضلة أخرى يواجهها خبراء البنتاغون، مشيرة إلى أن وحدات الجيش الأمريكي ليس لديها في الوقت الحالي سوى عدد قليل من الطائرات القديمة بدون طيار لكل وحدة.. وأحد الدروس الرئيسية المستفادة من هذا الصراع هو إتاحة الأسلحة الهجومية الدقيقة، وهو ما يجعل ساحة المعركة ساحة مميتة بشكل مروع".
نقص الأسلحة
حرب أوكرانيا كشفت ليس فقط عن مشاكل فيما يتصل بنوعية الأسلحة، بل وأيضاً فيما يتصل بقدرة الولايات المتحدة على إنتاج هذه الأسلحة بالكمية التي تحتاجها أوكرانيا.
لعقود من الزمن، استعدت الولايات المتحدة للحرب ضد الجماعات المسلحة مثل حركة طالبان في أفغانستان، لكن حرب أوكرانيا تشبه إلى حد كبير صراعات مثل الحرب العالمية الأولى، حيث يتقاتل جيشان في مواقع تتمتع بدفاعات جيدة ويطلقان عشرات الآلاف من طلقات المدفعية يوميا على بعضهما البعض لإرهاق الخصم، والجيش الأمريكي لم يتكيف بعد على هذا الأمر.
وقالت بيتيغون: "إن أكبر مشكلة كشفت عنها حرب أوكرانيا فيما يتعلق بالأسلحة الأمريكية هي أن البنتاغون ببساطة لا يشتري ما يكفي من الذخائر لصراع طويل الأمد وواسع النطاق".
وأضافت أن مشروع قانون المساعدات الأخير لأوكرانيا، والذي يتضمن أيضًا مليارات الدولارات لإنتاج الأسلحة الأمريكية، لا يحل المشكلة.
التكلفة العالية
ومن مشاكل أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية الكلفة العالية جدًا للصواريخ مقارنة مع بعض الأهداف الرخيصة، مثل الطائرات دون طيار؛ ما يمثل المشكلة الأخرى التي يواجهها المخططون العسكريون الأمريكيون.
وقالت بيتيغون إن "إطلاق صواريخ باهظة الثمن على طائرات مسيرة وصواريخ رخيصة الثمن ليس استراتيجية مستدامة أو استراتيجية ستمكن الولايات المتحدة من الانتصار في هذه المعارك التي تتطلب التحمل"، مشيرة إلى أن الدرس الأساسي هو أن الكمية مهمة بقدر أهمية الجودة.
وأضافت أنه: "كان ينبغي للولايات المتحدة أن تعلم أن الكم مهم بالإضافة إلى الدقة.. يحتاج الجيش الأمريكي إلى المزيد من قذائف المدفعية والصواريخ والطائرات بدون طيار أكثر مما يحتاجه حاليًا، وإلى قاعدة صناعية يمكنها توسيع نطاق إنتاج هذه الأنظمة الحيوية".
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز