حرب أوكرانيا تفضح «عيوبا خطيرة» في الأسلحة الأمريكية
منذ بدء حرب أوكرانيا عام 2022 كانت الولايات المتحدة الحليف الوحيد الأكثر أهمية لكييف، بحزمة مساعدات عسكرية بلغت ما مجموعه 107 مليارات دولار.
فمن التشويش على الصواريخ إلى الطائرات دون طيار والمدفعية، أظهرت الحرب الأوكرانية نقاط ضعف وعيوبا خطيرة في الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، بحسب موقع «بيزنس إنسايدر».
حرب إلكترونية
أحد المجالات التي أظهرت عيوب الأسلحة الأمريكية كانت الحرب الإلكترونية، حسب الموقع الأمريكي، الذي قال إن أنظمة التشويش الروسية خلفت مشاكل كبيرة مع الأسلحة الغربية الدقيقة، بما في ذلك صواريخ GMLRS وقذائف مدفعية Excalibur.
وأصبحت وحدات الحرب الإلكترونية الروسية متفوقة بشكل متزايد في تشويش أنظمة الملاحة GPS المستخدمة لتوجيه الصواريخ والقذائف إلى أهدافها، مما يجعلها خارج مسارها وعديمة الفائدة في آن.
وقالت ستيسي بيتيجون، المحللة العسكرية في مركز الأمن الأمريكي الجديد: «لقد كشفت الحرب أن بعض الذخائر الأمريكية الموجهة بدقة تفشل في بيئة كهرومغناطيسية متنازع عليها بشدة».
وفي المقابل، لعبت الطائرات دون طيار الرخيصة والجاهزة للاستخدام دوراً بالغ الأهمية في أوكرانيا، فالجيش الأوكراني استخدمها لتعويض بعض العيوب في القوى البشرية والمعدات التي واجهها ضد روسيا، ولمراقبة مواقع الجيش الروسي، وتوجيه الضربات المدفعية.
وعلى الرغم من أن الطائرات دون طيار الأوكرانية معرضة -أيضا- للحرب الإلكترونية، فإن كييف أنتجت تكنولوجيا لتجنب إشارات التشويش واستغلال الثغرات في دفاعات الحرب الإلكترونية الروسية.
وقالت بيتيجون إن مناورة القوات وإخفاءها وتزويدها بالإمدادات في ساحات القتال تحت مراقبة مستمرة بطائرات دون طيار هي معضلة أخرى يواجهها خبراء البنتاغون.
ووفقا للتقارير، يسعى البنتاغون بسرعة إلى تحسين قدرته على نشر طائرات دون طيار لدعم القوات والقضاء على المسيرات، التي يعتقد المحللون العسكريون أنها ستكون موجودة في كل مكان في ساحات القتال في المستقبل.
بيتيجون أضاف أن وحدات الجيش الأمريكي ليس لديها في الوقت الحالي سوى عدد قليل من الطائرات القديمة دون طيار لكل وحدة، مشيرا إلى أن أحد الدروس الرئيسية المستفادة من هذا الصراع هو إضفاء الطابع الديمقراطي على الأسلحة الهجومية الدقيقة، وهو ما يجعل ساحة المعركة مميتة بشكل لا يصدق.
نقص الأسلحة
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن حرب أوكرانيا كشفت عن مشاكل ليس فقط فيما يتصل بنوعية الأسلحة، بل فيما يتصل -كذلك- بقدرة الولايات المتحدة على إنتاج هذه الأسلحة بالكمية التي تحتاج إليها أوكرانيا.
ولعقود من الزمن استعدت الولايات المتحدة للحرب ضد الجماعات المسلحة مثل حركة طالبان في أفغانستان، لكن حرب أوكرانيا تشبه إلى حد كبير صراعات مثل الحرب العالمية الأولى، إذ يطلق جيشان في مواقع تتمتع بدفاع جيد عشرات الآلاف من طلقات المدفعية يوميا على بعضهما بعضا لإرهاق الخصم.
في المقابل، وضعت روسيا اقتصادها على حافة الحرب، مما أدى إلى زيادة كبيرة في كمية المعدات العسكرية التي يمكنها إنتاجها ووضع أوكرانيا في وضع خطير.
ذلك الوضع قالت عنه بيتيجون «إن أكبر مشكلة كشفت عنها حرب أوكرانيا فيما يتعلق بالأسلحة الأمريكية هي أن البنتاغون ببساطة لا يشتري ما يكفي من الذخائر لصراع طويل الأمد وواسع النطاق».
فـ«مشروع قانون المساعدات الأخير لأوكرانيا، الذي يتضمن أيضا مليارات الدولارات لإنتاج الأسلحة الأمريكية، لا يحل المشكلة، هذا علاج لا يحل المشكلة الأساسية. يحتاج البنتاغون ببساطة إلى شراء المزيد من الأسلحة على أساس سنوي»، بحسب بيتيجون.
وفي أثناء الحظر الأخير على المساعدات الأمريكية كانت أوكرانيا تتعرض للقصف بمعدل 10 إلى 1 على أجزاء من خط المواجهة، وطول الحرب ناضل حلفاء أوكرانيا الغربيون لتوفير ما يكفي من طلقات المدفعية والذخيرة.
لكن على الرغم من أن الحرب شكلت ألغازاً خطيرة للجيش الأمريكي فقد أظهرت أيضاً أن العديد من أنظمة الأسلحة الخاصة بها لا تزال أفضل بكثير من تلك الموجودة بالمعسكر الآخر، فأنظمة الدفاع الجوي الأمريكية (باتريوت) قامت بحماية المدن الأوكرانية من الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار الروسية.
وعلى الرغم من اعتراض بعضها فإن صواريخ هيمارس بعيدة المدى تواصل إحداث أضرار مدمرة خلف الخطوط الأمامية الروسية، حسب الموقع الأمريكي.
كلفة عالية
ورغم ذلك فإن مشكلة أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية هي أن الصواريخ تكلف أكثر بكثير من الطائرات دون طيار الرخيصة التي غالبا ما تستخدم لإسقاطها، مما يمثل مشكلة أخرى للمخططين العسكريين الأمريكيين للتعامل معها.
وبحسب بيتيجون فإن «إطلاق صواريخ باهظة الثمن على طائرات مسيرة وصواريخ رخيصة الثمن ليس استراتيجية مستدامة أو استراتيجية ستمكن الولايات المتحدة من الانتصار في هذه المعارك التي تتطلب التحمل»، متابعة: الدرس الأساسي هو أن الكمية مهمة بقدر أهمية الجودة.
فـ«الجيش الأمريكي يحتاج إلى المزيد من قذائف المدفعية والصواريخ والطائرات دون طيار أكثر مما يحتاجه حاليا، وإلى قاعدة صناعية يمكنها توسيع نطاق إنتاج هذه الأنظمة الحيوية»، تقول المحللة العسكرية.
ويقول الموقع الأمريكي إن أوكرانيا ليست المستفيد الوحيد من الأسلحة الأمريكية، مشيرا إلى أن واشنطن تكتسب رؤى لا تقدر بثمن حول عيوب بعض أهم أسلحتها وأنظمة الإنتاج العسكري.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز