تسوية حرب أوكرانيا.. مقترحات على طاولة «تحالف الراغبين»

ينعقد، الأحد، مؤتمر عبر الفيديو بين قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ودول أخرى في إطار ما يُعرف بـ«تحالف الراغبين»، لمناقشة آفاق تسوية الحرب في أوكرانيا.
يأتي هذا في وقت استبعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقفًا فوريًا لإطلاق النار، مشيرًا إلى أنه يسعى مباشرة إلى «اتفاق سلام» مع موسكو، وذلك غداة قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
- قمة ثلاثية بين ترامب وبوتين وزيلينسكي؟.. الكرملين يجيب
- لضبط إيقاع المباحثات.. زيلينسكي يستعين بـ«صديق» في لقائه بترامب
مقترحات أمنية ودبلوماسية
وسيشارك في المؤتمر الافتراضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إلى جانب ممثلي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وكندا، حيث يتوقع أن تتركز المناقشات على الضمانات الأمنية التي قد تُمنح لكييف في إطار أي اتفاق محتمل.
وكان ترامب قد اقترح منح أوكرانيا ضمانات أمنية مستوحاة من نظام الردع الجماعي لحلف «الناتو»، لكن من دون انضمامها رسميًا إلى الحلف، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا لحدودها.
بدورها، أوضحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنّ أي مسار للتسوية يتطلب صياغة «بند للأمن الجماعي» يسمح لجميع الشركاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، بالتحرك إذا تعرضت أوكرانيا لهجوم جديد.
عودة بوتين
وقدّمت قمة ألاسكا الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة للعودة إلى الساحة الدبلوماسية الدولية بعد عزلة أعقبت غزوه أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، من دون أن تُسفر القمة عن وقف للأعمال القتالية أو فرض عقوبات إضافية على موسكو. وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد أبدى ترامب استعدادًا للنظر في مقترحات روسية، من بينها تعزيز نفوذ موسكو في شرق أوكرانيا.
وتطالب روسيا بأن تغادر القوات الأوكرانية منطقة دونباس، ما يعني عمليًا تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك، مع تجميد القتال في جبهتي خيرسون وزابوريجيا جنوب البلاد. وكانت موسكو قد أعلنت ضم هذه المناطق الأربع في سبتمبر/أيلول 2022، رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل.
ومن المقرر أن يستقبل ترامب، غدًا الإثنين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، في زيارة يترقبها المجتمع الدولي. وأكد زيلينسكي أنه غير قادر دستوريًا على تقديم أي تنازلات إقليمية، محذرًا في الوقت نفسه من أن رفض موسكو لوقف إطلاق النار «يعقّد الوضع أكثر».
معادلات الحرب والسلام
وبعد 3 سنوات ونصف من الحرب التي تُعد الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يسيطر الجيش الروسي على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك معظم لوهانسك وأجزاء واسعة من دونيتسك، فيما تبقى مراكز حضرية رئيسية في خيرسون وزابوريجيا تحت سيطرة كييف.
ويرى حلفاء أوروبيين لأوكرانيا أن تخلي ترامب عن خيار وقف إطلاق النار يصب في مصلحة بوتين، ويعتبرون هذه المقاربة مجرد وسيلة تمنح موسكو وقتًا إضافيًا لتوسيع نفوذها.
مع ذلك، شدد ترامب على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» أن «التوجه مباشرة إلى اتفاق سلام هو الخيار الأفضل لإنهاء الحرب»، مشيرًا إلى أن اتفاقات وقف إطلاق النار غالبًا ما تفشل في الصمود.
ولمّح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية عقد قمة ثلاثية تجمعه ببوتين وزيلينسكي إذا «سارت الأمور على ما يرام»، رغم التوترات التي رافقت لقاءاته السابقة مع نظيره الأوكراني.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز