عام على حرب أوكرانيا.. الشبح النووي يخيف العالم
أعادت الأزمة الأوكرانية إلى الأذهان الخوف من خطر الحرب النووية بعد أن كان قد انتهى بنهاية الحرب الباردة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في بداية الحرب وضع "قوات الردع" النووية في جيش بلاده في حالة تأهب، وهو ما اعتبرته واشنطن "إعلانا خطرا وغير مسؤول وتصعيدا غير مقبول"، محذرة من العواقب الكارثية لهذا الأمر.
ولم يوقف الموقف الأمريكي روسيا، التي كررت تلك التهديدات لتثير قلق العالم، الذي ظل يخشى على مدار العام الماضي إمكانية لجوء موسكو إلى استخدام هذا السلاح.
الرئيس الأمريكي جو بايدن سبق له أن حذّر في أكتوبر/تشرين الأول (2022) من أن البشرية تواجه للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية العام 1962 خطر نهاية العالم، في حين أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز أنه لم يسبق صدور إعلان رسمي من جانب روسيا يتضمن تهديدا نوويا منذ ستينيات القرن الماضي.
شرط روسيا لاستخدام النووي
المسؤولون الروس من جانبهم، سعوا بعد ذلك إلى توضيح تصريحاتهم بقولهم إنهم لن يستخدموا أسلحة نووية إلا في حالة وجود "تهديد وجودي" لبلادهم.
ورغم أن روسيا لم تلجأ بعد إلى تعبئة نووية، قالت مجموعة علماء في يناير/كانون الثاني الماضي في مجلة "بولتن أوف ذي آتوميك ساينتيستس" إن ساعة نهاية العالم باتت على بعد 90 ثانية قبل منتصف الليل لتقترب من الساعة التي يأمل العلماء ألا تُدرك أبدا.
وأشار هؤلاء العلماء إلى أن "التهديدات شبه المبطنة لروسيا حول استخدام أسلحة نووية تذكر العالم بأن تصعيدا في النزاع بطريقة عرضية أو متعمدة أو عن طريق الخطأ، يشكل خطرا رهيبا. احتمال أن يخرج النزاع عن أي سيطرة يبقى مرتفعا".
عوامل مساعدة
ورغم أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي لإثارة المخاوف من حرب نووية، فإن هناك عوامل أخرى ساعدت في ذلك، منها تعطل أو زوال معاهدات تحد من الأسلحة الاستراتيجية التي ساهمت خصوصا في تهدئة التوترات إبان الحرب الباردة.
فعلى سبيل المثال فإن معاهدة ABM المبرمة العام 1972 لحظر الصواريخ المضادة للأسلحة الباليستية والتي شكلت حجر الأساس في التوازن النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي لم تجدد منذ 2002.
كما أن معاهدة نيو ستارت لخفض الأسلحة الاستراتيجية المبرمة في 2011 بين الولايات المتحدة وروسيا تعرّضت خلال عام 2022 لاختبار قاس، إذ اتهمت واشنطن مجددا موسكو بعدم احترامها.
هل يمكن استخدام النووي؟
وبحسب الباحث المتخصص في أسلحة الدمار الشامل بافل بودفيغ، فإن التهديدات الروسية قد تكون للمفارقة، جعلت العالم أكثر أمانا من خلال تذكير الأجيال الجديدة بالخطر الذي يطرحه السلاح النووي.
وقال بودفيغ إن روسيا كانت تأمل على الأرجح أن تتمكن سريعا من إنجاز عمليتها في أوكرانيا لأنها تمتلك السلاح النووي، إلا أن موسكو اصطدمت بدعم حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يملك أيضا السلاح النووي، لكييف.
وأضاف أن الحرب في أوكرانيا قد تكون سمحت بالتوصل إلى إدراك أن الأسلحة النووية عفا عليها الزمن، كما أنها لم تضمن الأمن.
وأشار إلى إجماع قادة العالم على رفض التهديدات باستخدام السلاح النووي، خاصة من جانب حلفاء روسيا مثل الصين والهند، وهو ما يعزز رفض التهديدات النووية.
وأشار إلى أن الإعلان المشترك الصادر عن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ في قمة العشرين الأخيرة ببالي في إندونيسيا له دلالات كبيرة بهذا الخصوص.
واعتبر الرئيسان بايدن وجين بينغ أن "حربا نووية يجب ألا تشن أبدا ولا يمكن لأحد أن يكسبها"، مشددين على معارضتهما استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا أو التهديد بها.
وقد خفّضت واشنطن مؤخرا من حدة خطابها أيضا، وتوقفت عن التكرار بأن استخدام الأسلحة النووية ستكون له "عواقب كارثية".
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز