أوكرانيا و"معركة الربيع".. هل تسقط مبادرة الصين في زحام المناوشات؟
لم تهدأ جبهات القتال والضربات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا بل امتد صداها ليلقي بظلاله على محادثات بشأن مبادرة صينية لوقف الحرب.
ففيما كان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ يبحثان خارطة بكين من أجل السلام في شرقي أوروبا، كانت كييف تحشد جنوبا على الجانب الآخر، تمهيدا لما تسميه "معركة الربيع".
تصعيد يصدر الموقف الأوكراني، ويبعث برسائل طمأنة للحلفاء، خصوصا لواشنطن التي تدفع نحو الهجوم المضاد عبر تسليح كييف، أملا بحسم المعركة أو الظفر بموازين قوى تحسن شروط التفاوض في حال انتهى النزاع إلى طاولة المفاوضات.
من القرم
كما سبق أن هددت، يبدو أن كييف تستعد لهجومها بدءا من القرم، شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو في 2014، وصولا إلى كامل المواقع الروسية، وانتهاء بدونباس.
تحركات أكدها حاكم سيفاستوبول بإعلان صد البحرية الروسية لهجوم بمسيرة استهدف، في ساعة مبكرة الأربعاء، مرفأ المدينة الواقعة بشبه جزيرة القرم.
وكتب ميخائيل رازوفوجاييف يقول في منشور عبر تطبيق تليغرام، إن "أسطول البحر الأسود صدّ هجوما سطحيا لمسيرة على سيفاستوبول".
وأضاف "حاولوا اختراق خليجنا، أطلق بحارتنا النار عليهم من أسلحة خفيفة. دفاعاتنا الجوية كانت تعمل أيضا".
إعلان ونفي
لم يبدأ التحشيد الأوكراني فحسب، وإنما يبدو أن معارك إعلامية طاحنة تدور بين كييف وموسكو، في وقت يبدو فيه العامل النفسي مهما للجانبين.
والثلاثاء، أعلنت أوكرانيا تدمير صواريخ كروز روسية في تفجير بشبه جزيرة القرم، فيما نفت موسكو حدوث ذلك موكدةً أنها صدّت هجومًا بمسيّرات.
وقالت إدارة الاستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان عبر تليغرام: "دمّر انفجار في بلدة دجانكوي في شمال شبه جزيرة القرم مؤقتًا صواريخ كروز روسية من طراز كاليبر-إن كاي أثناء نقلها على السكك الحديد".
ولم تكشف الإدارة عن تفاصيل إضافية كما لم تؤكّد التورط المباشر للجيش الأوكراني في عمليات "التدمير" هذه.
لكن روسيا أكّدت، باليوم نفسه، أنها أسقطت طائرات مسيّرة أوكرانية في شبه جزيرة القرم باليوم السابق، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لها بذكرى ضمها.
ومساء الإثنين، "صدّت الدفاعات الجوية هجوماً بطائرات مسيّرة قرب مدينة دجانكوي في القرم"، حسبما أعلنت لجنة التحقيق الروسية.
وقالت اللجنة في بيان إنّ "أهداف كلّ المسيّرات التي أُسقطت كانت بنى تحتية مدنية".
مبادرة بكين
العملاق الآسيوي الذي سبق أن جدد عرض وساطته بالصراع، وقدم خطة للحل والسلام، لا يزال متمسكا بمبادرة يرى أنها ستنهي النزاع وتقود نحو الحوار.
لكن، وفيما كان بوتين ونظيره الصيني يبحثان المبادرة، اشتعلت جبهات القتال، وحشدت كييف قواتها جنوبا، في خطوة يرى خبراء أنها تشكل تمهيدا لهجوم مضاد أعلنته منذ أشهر.
استفزاز يبدو أنه ألقى بظلاله بشكل آني على المباحثات الروسية الصينية في موسكو، حيث أكد بوتين أنه لا يرى أي "استعداد" من جانب السلطات الأوكرانية لإيجاد حل للنزاع في أوكرانيا على أساس خطة السلام التي اقترحتها الصين.
وقال بوتين بعد محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ: "نعتقد أن العديد من النقاط الواردة في خطة السلام التي اقترحتها الصين (...) يمكن أن تكون أساسا لتسوية سلمية (للنزاع) عندما يكونون مستعدين لها في الغرب وفي كييف. لكننا لا نرى في الوقت الحالي أي استعداد مماثل من جانبهم".
من جانبه، لم يتأخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الرد على بوتين، مؤكدا أنه "دعا الصين إلى الحوار و"ينتظر ردا" من بكين.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي "عرضنا على الصين أن تصبح شريكا" في البحث عن تسوية للنزاع في أوكرانيا.
وتابع: "ندعوكم إلى الحوار، ننتظر ردكم"، مضيفا "نحن نتلقى إشارات لكن لا شيء ملموسا" في هذه المرحلة.
وفي غضون مد التصريحات وجزر المستجدات، تتواتر الأحداث سريعة في جبهات القتال وأروقة المباحثات، تسابق سيناريوهات حرب قد تفرض بنفسها معادلة صعبة تفوق احتمالات الحل.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز