قبل أن «تتجمد» الأيادي على الزناد.. أوكرانيا تنشد «دفء» الغرب
قبل أن تغرز الأقدام والإطارات في وحل الحرب، وتتجمد الأيادي على الزناد، تناشد أوكرانيا، الغرب، بضخ "الطاقة" في شرايينها.
ودعا المسؤولون الأوكرانيون الشركاء الغربيين إلى تقديم مساعدات بمليارات الدولارات لقطاع الطاقة المتضرر في بلادهم، حيث أجبرت الضربات الجوية الروسية شركات الكهرباء على فرض انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر برلين، إن بلاده فقدت نصف قدرتها على توليد الكهرباء نتيجة الهجمات الروسية.
وأضاف أن ذروة الاستهلاك في الشتاء الماضي بلغت 18 غيغاواط، لكن الضربات الروسية دمرت 9 غيغاواط، مؤكدا أن الطاقة لا تزال "واحدة من الأهداف الرئيسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ويهدف مؤتمر برلين الذي يستمر يومين، والذي قال مضيفوه الألمان إنه يجمع 2000 شخص من السياسة والشركات والمجتمع المدني، إلى حشد الدعم لمشاريع إعادة بناء المدن والبنية التحتية التي دمرتها الحرب في أوكرانيا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إن البنك الدولي قدّر أن إعادة بناء وتحديث أوكرانيا سيتطلب استثمارات تبلغ نحو 500 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
احتمال قاتم في شتاء "أصعب"
ويخشى المسؤولون الأوكرانيون أن موجات الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الروسية على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية منذ مارس/آذار الماضي، تعني أن سكان كييف والمدن الأخرى ينظرون إلى احتمال قاتم لعدم وجود كهرباء مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد في وقت لاحق من هذا العام.
واستهدفت الضربات الأخيرة أيضا منشآت الضخ لتخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض.
وقال سيرجي كوريتسكي، الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الأوكرانية "أوكرنافتا": "سيكون هذا الشتاء هو الأصعب منذ بدء الغزو الشامل". مضيفا "سيواجه الجميع مشاكل في إمدادات الكهرباء. لذا علينا أن نستعد لذلك الآن".
ووفق "فايننشال تايمز" فإن إحدى الشركات الأكثر تضررا من القصف الروسي هي شركة DTEK، أكبر مزود خاص للطاقة في أوكرانيا، حيث تضررت أو دمرت 90% من قدرتها على التوليد الحراري منذ مارس/آذار الماضي.
وبحسب مكسيم تيمشينكو، الرئيس التنفيذي للشركة، فإنه لديهم "460 ميغاواط فقط من أصل 5000 ميجاوات في السابق".
ومن وجهة نظره، فإن أسرع طريقة لحل أزمة الطاقة هي توسيع قدرة أوكرانيا على استيراد الكهرباء، من حوالي 1.7 غيغاواط إلى 2.2-2.5 غيغاواط.
وأضاف "نحن بحاجة إلى إحراز تقدم على جميع هذه الجبهات الأربع لتفادي وقوع كارثة هذا الشتاء".
لكن مؤتمر برلين طغت عليه- بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة البريطانية، تغييرات جذرية في طاقم العمل في كييف، الأمر الذي هز ثقة شركاء أوكرانيا الغربيين.
وشهد هذا الأسبوع استقالة المسؤول المشرف على إعادة الإعمار في زمن الحرب وتحصين الدفاعات الأوكرانية، وقال إن مؤسسته "يتم تقويضها بشكل منهجي من قبل الحكومة وأن رئيس الوزراء منعه من حضور مؤتمر برلين".
كما تمت إقالة وزير إعادة الإعمار الأوكراني أولكسندر كوبراكوف في مايو/أيار الماضي.