اختراق روسي أم صراع داخلي؟.. أسئلة حول واقعة التنصت بأوكرانيا
أثار الكشف عن جهاز تنصت في مكتب رئيس الأركان الأوكراني فاليري زالوغني، تساؤلات عديدة حول الجهة التي تقف وراء العملية، وهل يمكن ربطها بروسيا أم أنها دليل جديد على الخلافات بينه وبين الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وتأتي الواقعة بعد نحو شهر من مقابلة مثيرة للجدل لزالوغني مع مجلة "إيكونوميست" البريطانية قال خلالها إن القتال بين روسيا وأوكرانيا وصل إلى "طريق مسدود" وهو التقييم الذي رفضه فولوديمير زيلينسكي.
- الديمقراطيون والجمهوريون.. لا اتفاق وشيكا بشأن مساعدات أوكرانيا
- جهاز تنصّت في مقر رئاسة الأركان بأوكرانيا.. من يراقب قائد الجيش؟
ونقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن جون فورمان، الملحق العسكري السابق بالسفارة البريطانية في موسكو قوله إن "إعلان جهاز الأمن الأوكراني العثور على الجهاز هو أمر غير معتاد بدرجة كبيرة"، مشيرا إلى احتمال أن تكون المعلومات عن الواقعة قد تسربت أولا.
وقال: "هناك 2 من المشتبه بهم" وأوضح أن أصابع الاتهام ستتجه بالطبع نحو روسيا، معتبرا أن نجاح موسكو في تحقيق مثل هذا الاختراق هو أمر يجب أن يكون مقلقا لأوكرانيا.
وأضاف: "مع ذلك، يمكن أن تكون أيضًا وظيفة داخلية يقوم بها شخص يحاول الحصول على معلومات استخباراتية عن القائد الأعلى".
وأشار إلى أنه "إذا كان الأمر كذلك، فمن المثير للقلق أيضًا أن يستمر الاقتتال الداخلي بين الجانبين العسكري والمدني في أعقاب فشل الهجوم الأوكراني المضاد وتصريحات زالوغني".
وكان جهاز الأمن الأوكراني قد أعلن أمس الأحد العثور على "جهاز تقني" في مكتب يعتزم رئيس الأركان فاليري زالوغني الانتقال إليه في المستقبل.
وأظهرت المعلومات الأولية أن الجهاز كان في "حالة غير صالحة للعمل"، وقال جهاز الأمن الأوكراني إنه لا يبدو أن الجهاز يمكنه تسجيل أو نقل المعلومات، مشيرا إلى فتح تحقيق جنائي.
ورغم أنه لم يعثر على الجهاز في المكتب الفعلي للقائد، إلا أنها كانت في إحدى الغرف "التي يمكن أن يستخدمها".
وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية اليوم الإثنين أنه تم العثور أيضًا على جهاز تنصت في مكتب كونستانتين بوشويف مساعد زالوغني.
والشهر الماضي توفي مساعد آخر لزالوغني هو الرائد هينادي تشاستياكوف (39 عاماً) في ظروف غامضة عندما انفجرت قنبلة يدوية كانت على ما يبدو جزءاً من هدية عيد ميلاد.
وتحدث زالوغني عن "الألم الذي لا يوصف" الذي شعر به بعد وفاة "صديقه المقرب" بينما كان ينتظر نتيجة التحقيق فيما إذا كانت الوفاة ناجمة عن سوء التعامل مع المتفجرات.
وأثار توقيت الوفاة التي حدثت في أعقاب مقابلة زالوغني مع مجلة إيكونوميست تكهنات بين بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأوكرانيين وحسابات تليغرام الموالية لروسيا التي أشارت إلى أعمال تخريب مرتبطة بالخلاف بين رئيس الأركان ورئيس الدولة وذلك على الرغم من عدم تقديم أي دليل.
والشهر الماضي أيضًا ثارت التكهنات حول الاقتتال الداخلي بين النخب الأوكرانية بعد تسميم ماريانا بودانوفا، زوجة رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف.