استغاثة يمنية من أوكرانيا: عالقون وعرضة للموت
منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، يعاني مئات اليمنيين بينهم طلاب ومقيمون مع عائلاتهم، ظروفا صعبة في عدة مدن أوكرانية.
ووصف مسؤول في الجالية اليمنية أصعب لحظات العمر وجحيم الحرب، قائلا "نحن كغيرنا من سكان أوكرانيا وكل المبتعثين لهذه الدولة لم نضع أي تقديرات لانفجار الحرب، لكننا صحونا على انفجارات ضخمة وقصف روسي مروع، وخرجنا إلى الشوارع نركض ولا نزال نحاول الوصول إلى الحدود الآمنة"،
وتتراوح أعداد اليمنيين في المدن الأوكرانية بين 800 إلى 1000 مواطن مقيم وطالب مبتعث، ولا يزال جميعهم عالقون في الأراضي الأوكرانية مع دخول الحرب يومها الثالث، وسط أزمة أمنية وارتفاع أجور المواصلات إلى أسعار خالية عجز كثر عن دفعها.
ويتواجد أغلب اليمنيين في مدينة كارديف الأوكرانية، حيث يدرسون كطلاب في جامعاتها ومنهم من أنهى دراسته وأسس أسرة واستقر في المدينة بإقامة قانونية غير أن مغادرتها هربا من جحيم الحرب، يعد أمرا صعبا للغاية في ظل أزمة الوقود وغياب وسائل النقل.
تجار حرب ونزوح جماعي
وكشف رئيس الجالية اليمنية في العاصمة الأوكرانية كييف، الدكتور محمود الجدحي أن تجار الحروب استثمروا موجة الهروب من أوكرانيا، وفرضوا أجور نقل باهظة على الفرد الواحد تجاوزت 500 دولار لمسافة لا تتجاوز 500 كيلومتر، بينما كانت كلفة النقل خلال الأيام العادية لا تتجاوز 15 دولارا، في أبشع استغلال لحاجة الناس لحظة البحث عن سبيل للنجاة.
وكان الجدحي يتحدث لـ"العين الإخبارية" وهو في طريقه إلى الغرب الأوكراني وبرفقته نحو 27 يمنيا بينهم طلاب ومقيمون ومعهم زوجاتهم وأطفالهم، حيث يقصدون بولندا، محطتهم الأولى ومنها سيقررون إما العودة الى أوكرانيا حال انتهت الحرب سريعا أو الذهاب إلى دول أخرى، حسب إقامة كل شخص قبل وصوله أوكرانيا أو إلى مصر، وكذلك إلى اليمن.
ورغم الخطر، لم يلمس العالقون اليمنيون في أوكرانيا أي تفاعل من قبل الجهات المعنية في بلادهم باستثناء دور للقنصل اليمني في بولندا خالد الكثيري الذي يتواصل مع قيادة الجالية في كييف لمعرفة أوضاع العالقين، حسب الجدحي.
وأكد الجدحي أن القنصل الكثيري أبلغه بعدم دخول أي مواطن يمني إلى الأراضي البولندية حتى مساء الجمعة، وأن من تمكنوا من مغادرة المدن الأوكرانية لا يزالون ينتظرون دورهم في دخول بولندا، وسط زحام كبير وطوابير جماعية طويلة على الحدود.
نداء أخير
وقال الجدحي إن مجموعة عبر تطبيق "واتساب"، هي وسيلة التواصل مع أعضاء الجالية اليمنية في أوكرانيا، وجرى وضع تعليمات مبكرة عليها، قبل اندلاع الحرب منها مغادرة من لديهم القدرة، إلى الدول التي قدموا منها.
وأضاف "لا يوجد أي تنسيق لإجلاء أحد من أعضاء الجالية، وقبل اندلاع الحرب وضعت قيادة الجالية تعليمات بالتحديد للطلاب لأن الحرب كانت مفاجئة، ومن ضمن هذه التعليمات مغادرة أوكرانيا لكل من لديه القدرة على ذلك، ويشعر بالخطر".
وأوضح أن "هناك من نفذ التعليمات وغادر والأغلبية كانوا متفائلين بعدم اندلاع الحرب، غير أن الجميع تفاجأ فجر الخميس بقصف روسيا المدن الأوكرانية وبالذات المطارات والمقرات العسكرية".
وأضاف "حاولنا عبر مجموعة واتساب الخاصة بالجالية، وضع تعليمات أخرى منها تجميع كل 5 أشخاص مع بعضهم وهذا ما حدث".
وحول ضرورة تحرك الحكومة اليمنية لإجلاء رعاياها العالقين، أشار الجدحي إلى أن اليمنيين في أوكرانيا عددهم قليل وعملية إجلائهم أو توفير المساعدة اللازمة لنقلهم غير مكلفة، معربا عن آمالة في أن تصل رسالته عبر "العين الإخبارية" للحكومة المعترف بها دوليا.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز