الأزمة الأوكرانية في شهرها السابع.. مخاض عسير وتطورات ميدانية
"مكاسب" عسكرية ومفتشون في محطة زابوريجيا ومناقشة إعادة الإعمار، تطورات عدة على طريق الأزمة الأوكرانية، التي دخلت شهرها السابع دون حسم.
فالبلد الذي انتعشت قواته في الفترة الأخيرة بعد عدد من العمليات العسكرية تمكن خلالها من استرداد أراض كانت القوات الروسية سيطرت عليها، لم يعد يحتفي فقط بما حقق من "انتصارات عسكرية"، بل إنه ذهب لأبعد من ذلك، بمناقشة مسؤوليه مرحلة ما بعد الحرب، وإعادة الإعمار.
تطورات ميدانية
الجيش الأوكراني أوجز التطورات الميدانية من جانبه، في بيان نشره اليوم الإثنين، أكد فيه استمرار العمليات الهجومية في منطقة خيرسون الجنوبية، مع توجيه ضربات جوية ومدفعية ضد القوات الروسية.
وقالت قيادة العمليات العسكرية الجنوبية في أوكرانيا، إن سلاح الجو التابع لها نفذ 21 غارة، فيما "تواصل الوحدات الصاروخية والمدفعية تنفيذ المهمات النارية بشكل مكثف"، مشيرة إلى أن المعابر عبر نهري دنيبرو وإنهوليتس تخضع لسيطرة صارمة.
وقالت القيادة إن الروس فقدوا ست دبابات ومعدات أخرى، بينها تسعة مدافع هاوتزر، مضيفة أنه تم تدمير مستودع ذخيرة في تومينا بالكامل ومعبر عائم بالقرب من قرية لفوف، فضلا عن موقع قيادة الجيش الخامس والثلاثين في منطقة كاخوفكا.
لكن هيئة الأركان العامة الأوكرانية أشارت إلى أن القوات الروسية واصلت القيام بعمليات دفاعية، زاعمة أن الأخيرة هاجمت أكثر من 12 موقعا في شمال خيرسون بقصف مدفعي وجوي.
قصف أوكراني
وقالت هيئة الأركان: "بعد قصف مكثف لقوات الدفاع على مناطق يتركز فيها العدو في منطقة خيرسو ، فرض الروس حظرا على تنقل السكان المحليين، وعلى وجه الخصوص منع الناس من عبور نهر دنيبرو عن طريق الجسور والمراكب"، مشيرة إلى أنه في خضم القتال أصبحت معظم المنطقة بدون كهرباء مرة أخرى.
وزعم مسؤول في وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات المسلحة الروسية لن تتمكن من نشر فيلق جديد حتى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بسبب النقص في المهنيين المدربين والمعدات العسكرية، مؤكدًا أن موسكو تجهز القوات الجديدة بأسلحة من الحقبة السوفياتية والتي في كثير من الحالات ليست جاهزة للقتال، على حد قوله.
وأضاف فاديم سكيبيتسكي، ممثل المخابرات العسكرية الأوكرانية، أن روسيا تعاني من نقص في أحدث المعدات والأسلحة العسكرية بسبب "الخسائر الفادحة" التي تكبدتها قواتها في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضي، مشيرًا إلى أن الوحدات التي يتم تشكيلها كانت مجهزة بأسلحة من الحقبة السوفياتية.
روسيا ترد
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية في ملخصها اليوم عن نتائج العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إن القوات المسلحة الأوكرانية تواصل محاولاتها "الفاشلة" على محور نيكولاييف-كريفوي روغ.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الفريق إيغور كوناشينكوف إن القوات الجوية الروسية وقوات الصواريخ والمدفعية تواصل ضرباتها الدقيقة ضد وحدات واحتياطيات القوات الأوكرانية.
وأشار إلى أن القوات الروسية تمكنت ضمن عملياتها العسكرية خلال الـ24 ساعة الماضية من تدمير 11 دبابة و7 مركبات قتال مشاة و8 مركبات مصفحة أخرى و9 شاحنات صغيرة مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، وتصفية أكثر من 220 عسكريا.
وأوضح متحدث الجيش الروسي أن الأسلحة فائقة الدقة أصابت نقاط الانتشار المؤقت للواء المشاة رقم 57 الآلي للقوات المسلحة الأوكرانية، كما أسقطت القوات الجوية الروسية مروحية من طراز "مي-8" في منطقة قرية "كوتشوبييفكا" بمنطقة خيرسون.
وأشار إلى أنه تم تدمير مستودعين لأسلحة الصواريخ والمدفعية وذخيرة القوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعتي "فوزنيسينسك" و"أوتشاكوفا" بمنطقة نيكولاييف،
ضربات دقيقة
وشددت وزارة الدفاع الروسية على أن ضربة "فائقة الدقة" للقوات الجوية الروسية دمرت نقطة انتشار مؤقت لوحدة التشكيل القومي "كراكن" في منطقة خاركوف، تمكنت خلالها من تصفية أكثر من 30 عنصرا من العناصر القومية الأوكرانية المتطرفة و10 مركبات.
وأشارت إلى أن القوات المسلحة الروسية دمرت 5 مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في مناطق قرى "أندرييفكا" و"سادا" بمنطقة خاركوف، و"دوبروفوليه" و"زيليونويه بوليه" بجمهورية دونيتسك الشعبية، و"نيكولايفكا" بمنطقة خيرسون.
مفتشون دوليون
تأتي تلك التطورات، بينما قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية اليوم الإثنين إن أربعة من ستة أعضاء من فريق التفتيش التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية غادروا محطة زابوريجيا النووية بعد الانتهاء من عملهم، متوقعة بقاء عضوين فى المنشأة "بشكل دائم".
وفي تصريحات موجزة لشبكة "سي إن إن" يوم الإثنين، قال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن اثنين من خبراء الوكالة سيقيمان بالتأكيد في المحطة.
ووصف مسؤول أوكراني مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا النووية بأنها كانت "غير فعالة"، مضيفًا أن الحكومة ما زالت تنتظر تقريراً من الوكالة حول الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
التطورات الميدانية يبدو أنها فتحت شهية أوكرانيا على مناقشة جدول إعادة الإعمار، فرئيس وزرائها دينيس شميهال التقى المستشار الألماني أولاف شولتز يوم الأحد في برلين، لمناقشة مسار الحرب، ومؤتمر الخبراء لإعادة الإعمار المقرر عقده في برلين، في 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.