المبعوث الأممي في تعز للمرة الأولى.. كسر لحصار الحوثي
قطع المبعوث الأممي لليمن أكثر من 180 كيلومترا عبر طرق جبلية وعرة للوصول لتعز التي تحاصرها مليشيا الحوثي، وذلك للمرة الأولى منذ 7 أعوام
ووصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ، اليوم الإثنين، إلى مدينة تعز قادما من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في زيارة منسقة مع الحكومة المعترف بها دوليا، وذلك للمعاينة عن قرب للتداعيات الإنسانية لحصار مليشيات الحوثي.
وتفرض مليشيات الحوثي منذ 2015 حصارا مشددا على مدينة تعز، كبرى مدن اليمن من حيث الكثافة السكانية، وذلك عبر قطع الطرقات والخطوط الرئيسية ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي لملايين اليمنيين.
وتعد الزيارة هي الأولى لمسؤول أممي رفيع المستوى إلى تعز منذ الانقلاب الحوثي أواخر 2014، إذ شاهد هانس غروندبرغ عبر معرض صور مآسي المدينة، وجرائم مليشيات الحوثي بحق الأطفال والنساء وقصفها العشوائي للأحياء السكنية.
وعقد هانس سلسلة من اللقاءات المنفصلة شملت السلطة المحلية وقادة الأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص والكتلة البرلمانية في تعز.
وقال المبعوث الدولي في مؤتمر صحفي، حضرته "العين الإخبارية"، إنه ناقش مع قيادات الأحزاب السياسية القضايا التي تواجه تعز واليمن كاملا، كما "تباحثنا العمليات العسكرية وتصعيد مليشيات الحوثي وتأثيرها على المدنيين والأوضاع الإنسانية التي تسوء يوما بعد يوم"، على حد قوله.
وأشار المبعوث الأممي إلى اليمن لعملية تبادل الأسرى بين مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا وسلطات تعز العسكرية بوساطة مجتمعية ومحلية، معتبرا ذلك أنه "مثال للقوة التي تمتلكها تعز".
وفيما أشار هانس إلى دعمه هذه الخطوات الشجاعة، أكد أن الأولوية في تعز ستكون "لفتح الطرقات الرئيسية الرابطة بين محافظتي تعز وعدن".
ولفت إلى أن تعز تذكرنا بنموذج للدولة اليمنية المبنية على التعددية، مؤكدا أن المحافظة لن تنفصل عن رؤية الأمم المتحدة للحل الشامل.
من جانبه، قال محافظ تعز نبيل شمسان، إن زيارة الوسيط الدولي سوف تكون مكثفة، وسيتخللها الكثير من اللقاءات مع جميع مكونات محافظة تعز السياسية والمدنية باعتبارها حاضنة العمل السياسي والمجتمعي.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن وصل عدن، أمس الأحد، في جولة هي الثانية خلال أقل من شهر، وذلك ضمن جهود الأمم المتحدة لأحياء السلام المتعثر بسبب تصعيد مليشيات الحوثي.
ولم يسبق لأي مبعوث أممي زيارة تعز من قبل رغم مطالبات الحكومة المعترف بها دوليا بغية الاطلاع على تداعيات الحصار الحوثي وآثاره الاقتصادية والإنسانية خصوصا حركة التنقل من تعز إلى المحافظات المجاورة.
وتعز هي عاصمة اليمن الثقافية وتضم أكبر كتلة سكانية في البلد الغارق في الحرب وتعتبر موطن أكبر القواعد الشعبية للأحزاب السياسية وتطل جغرافيتها الاستراتيجية على مضيق باب المندب الدولي.