تقليد قديم.. من يتحدث أولا في الجمعية العامة؟ ولماذا؟
منذ بداية سبتمبر/أيلول الجاري، تركزت الأنظار على الاجتماعات الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأجندتها ولقاءاتها الثنائية، التي انطلقت اليوم الثلاثاء.
لكن النقطة الأهم والأكثر جذبا للاهتمام هي خطابات الدول المختلفة التي تجري على مدار عدة أيام في النصف الثاني من سبتمبر/أيلول هذا العام، وتبدأ تساؤلات من قبيل: من يتحدث أولا ولماذا؟ وما مدة الحديث المحددة لكل دولة؟
وفي هذا التقرير، تجيب "العين الإخبارية" عن هذه التساؤلات الرئيسية.
من يتحدث أولا؟
لا تبدو البرازيل الدولة الأكثر منطقية التي تفتتح "المناقشة العامة" التي تستمر خمسة أيام في الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام. وهي ليست عضوا في مجلس الأمن. لكن الواقع يقول إنها أول متحدث في الجمعية العامة.
والسبب ساحر وقديم. "في الأوقات المبكرة جدًا من عمر الجمعية العامة، عندما لم يكن أحد يرغب في التحدث أولاً، كانت البرازيل تعرض دائمًا التحدث أولاً"، وفق تصريحات سابقة تعود لـ2010، لديزموند باركر، رئيس بروتوكول الأمم المتحدة.
باركر علق على ذلك بالقول: "لقد اكتسبوا الحق في التحدث أولاً في الجمعية العامة كتقليد" بداية من عام 1955.
بعد ذلك تأتي الولايات المتحدة (الدولة المضيفة)، ثم يصبح الأمر معقدا: "بالنسبة لجميع الدول الأعضاء الأخرى، يعتمد ترتيب التحدث على مستوى التمثيل في الاجتماعات ومعايير أخرى مثل التوازن الجغرافي وحجم تأثير الدولة"، كما توضح الأمم المتحدة.
ومن الناحية العملية، هذا يعني أنه إذا لم يحضر رئيس الدولة المراسم، فإن الممثل الذي ينوب عنه يتأخر في ترتيب الحديث، حتى وإن كان رئيس الحكومة. كما أن وزراء الخارجية الذين يتولون إلقاء كلمات دولهم يظهرون متأخرين في ترتيب الحديث.
كم مدة الحديث؟
من الناحية النظرية، هناك حد أقصى قدره 15 دقيقة لكلمات ممثلي الدول، لكن هذا سقف طوعي فقط ولا يعيره العديد من القادة أي اهتمام.
على سبيل المثال، استمر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في الحديث لمدة 47 دقيقة في 2016، و43 دقيقة في عام 2015، و39 دقيقة في عام 2014.
من ألقى أطول خطاب في تاريخ المؤسسة؟
أطول خطاب مسجل في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان لفيديل كاسترو بـ 269 دقيقة في عام 1960. وتجدر الإشارة أيضا إلى خطابات الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف (140 دقيقة، 1960) ومعمر القذافي (96 دقيقة، 2009).
ما اللغات المستخدمة؟
يتم إلقاء الخطب بلغات الدول المختلفة، لكن تجري الترجمة الفورية لست لغات فقط هي اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة: العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية.
من يشارك؟
أعضاء الأمم المتحدة إلى جانب ممثل الاتحاد الأوروبي وفلسطين والفاتيكان.
ماذا يناقش الحضور؟
تسمى اجتماعات الجمعية العامة "المناقشة العامة"، ولكن ليس هناك نقاش حقيقي، ولا أي تصويت بـ "نعم" أو "لا". بل يمكن للقادة أن يتحدثوا عما يريدون، وهو ما يعني عادة كل ما هو مهم لحكوماتهم في الوقت الحالي، وهذا قد يبتعد بشكل أو بآخر عن مواضيع الجلسات.
هل يلقي القادة خطابات فقط؟
بالإضافة إلى إمكانية إلقاء خطاب قوي من أهم منصة دولية، هناك الكثير مما يجري خارج المناقشة العامة والقاعة الرئيسية، بدءًا من الاجتماعات الفرعية للأمم المتحدة نفسها والتي تتناول مواضيع بعينها ومحددة مسبقا، وحتى عدد كبير من الأحداث الجانبية واللقاءات الثنائية، بالإضافة إلى أنها بالطبع فرصة نادرة لزعماء العالم لإجراء محادثات خاصة مع بعضهم البعض.
ويجتمع قادة العالم للمشاركة في المناقشة العامة السنوية رفيعة المستوى هذا العام، ويبحث رؤساء الدول والحكومات والوزراء خلال الدورة، عن حلول للتحديات العالمية المتشابكة من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز