«العم سام».. قصة «بائع اللحوم» الذي سُميت أمريكا باسمه

لحية بيضاء على وجه محفور. حواجب كثيفة فوق عيون محترقة. شعر رمادي يتدفق من تحت قبعة طويلة مزينة بالنجوم، وأصبع موجه نحو المشاهد.

هكذا ارتسمت بالذاكرة الجماعية صورة «العم سام» الشخصية التي تجسد الرمز الأمريكي، وارتبط اسم الولايات المتحدة بها.

لكن، من هو العم سام؟ وهل هو شخصية حقيقية؟ وما أصل التسمية؟ وكيف تطورت الشخصية عبر التاريخ؟

تساؤلات تسبر بها "العين الإخبارية" محركات البحث، لتتعقب أثر "العم سام" الذي ارتبط اسمه بالولايات المتحدة في 7 سبتمبر/أيلول 1813، وكُتبت الكثير من الروايات والأساطير حوله.

الرواية التي طالعتها "العين الإخبارية" في موقع "هيستوري" الأمريكي، تقول إن هذا الاسم ارتبط بـ: 

- صامويل ويلسون

- يعمل صامويل عامل تعبئة لحوم من تروي، بنيويورك.

- كان يقوم بتزويد جيش الولايات المتحدة ببراميل من لحم البقر خلال حرب عام 1812.

وقد ختم ويلسون (1766-1854) البراميل بكلمة "U.S." للولايات المتحدة، لكن الجنود الأمريكيين كان لهم رأي آخر وحوّلوا هذا الختم إلى "Uncle Sam" أي العم سام.

التقطت الصحيفة المحلية وقتها القصة، وحصل العم سام في النهاية على قبول واسع النطاق باعتباره اللقب وتجسيدا للحكومة الفيدرالية الأمريكية.

صاحب اللحية البيضاء

في أواخر ستينيات وسبعينيات القرن التاسع عشر، بدأ رسام الكاريكاتير السياسي توماس ناست (1840-1902) في نشر صورة "العم سام".

وواصل ناست تطوير الصورة، وفي النهاية أعطى سام اللحية البيضاء والبدلة ذات النجوم والخطوط التي ترتبط بالشخصية اليوم، الأمر الذي أسهم في تحول هذه الشخصية إلى أيقونة وطنية".

ولعل الصورة الأكثر شهرة لـ"العم سام" هي التي رسمها الفنان جيمس مونتغمري (1877-1960). في هيئة فلاج، يرتدي قبعة طويلة وسترة زرقاء ويشير إلى الأمام مباشرة نحو المشاهد.

وخلال الحرب العالمية الأولى، تم استخدام هذه الصورة، كملصق للتجنيد، مع عبارة "أريدك في الجيش الأمريكي".

اعتراف الكونغرس وشكوك الباحثين

في سبتمبر/أيلول 1961، اعترف الكونغرس الأمريكي بصامويل ويلسون باعتباره "اسم الرمز الوطني الأمريكي للعم سام".

وحدده الكونغرس بشخص طويل نحيل ذى وجه له زوايا، ولحية ناعمة على جانبى الوجه والذقن، ورأس بشعر أبيض. يرتدي معطفا طويلا مشقوق الذيل وسراويل مقلمة.

ويقال إن ويلسون توفي عن عمر يناهز 87 عاما عام 1854، ودُفن بجوار زوجته بيتسي مان في مقبرة أوكوود في تروي بنيويورك، وهي البلدة التي تطلق على نفسها اسم "موطن العم سام".

ومع ذلك، فإن العديد من الباحثين المعاصرين يشككون في صحة الحكاية.

استخدام آخر

ومهما كان أصله، أصبح لقب "العم سام" راسخا في اللغة العامية الأمريكية في السنوات التي تلت حرب عام 1812.

لكن من ناحية أخرى، يستخدم الأمريكيون هذا الاسم، حاليا، كدلالة على تذمرهم من الحكومة الفيدرالية وبعض سياساتها مثل ارتفاع الضرائب وغيرها.