«معبر جديد» لإدخال المساعدات إلى شمال غزة
من رحم معاناة غزة، الجيب الساحلي الصغير الذي يعيش أسوأ يوميات التقويم الإنساني للبشرية، تولد ضغوط وتطفو معابر جديدة.
فالحرب الإسرائيلية المستعرة بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تسببت في كارثة إنسانية، حيث بات 2,2 مليون من أصل 2,4 مليون ساكن مهددين بالمجاعة، فيما نزح نحو 1,7 مليون عن بيوتهم، وفق بيانات أممية.
وفي ظل الحصار الإسرائيلي للجيب الساحلي الصغير، وتعرض شاحنات الإغاثة لاستهداف إسرائيلي أوقع عشرات القتلى والجرحى من "الجياع"، والضغوط العربية والدولية لإدخال المساعدات، كشف مسؤول أمريكي عن معبر بري جديد.
ووفق ما أوردته شبكة "سي إن إن" كشف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، الخميس، عن أن إسرائيل "جهزت معبرا بريا جديدا يؤدي مباشرة إلى شمال غزة".
وفي اتصال هاتفي مع الصحفيين، أوضح المسؤول الذي لم يُذكر اسمه أن "هذا المعبر الثالث سيسمح بتدفق المساعدات مباشرة إلى السكان في شمال غزة ممن هم في أمس الحاجة للمساعدة".
"وكما أكدت الأمم المتحدة اليوم، نتوقع أن تمر أولى عمليات التسليم عبر هذا المعبر خلال الأسابيع المقبلة، بدءا برحلة تجريبية ثم تكثيفها"، يتابع المسؤول.
ضغط أمريكي
تأتي هذه الخطوة -في حال حصلت- بعد أن صعدت الولايات المتحدة خطابها حول الوضع الإنساني "غير المقبول وغير المستدام" في غزة.
وبحسب الشبكة الأمريكية، تم نقل هذه الرسالة إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إسرائيل ومنافسه السياسي الرئيسي بيني غانتس، في واشنطن هذا الأسبوع.
ومساء الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن جيشه سينشئ ميناء مؤقتا في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في عملية مهمة تأتي في ظل عرقلة إسرائيل تسليمها.
ولدى إعلانه عن المبادرة في خطاب حالة الاتحاد السنوي، ناشد بايدن إسرائيل السماح بإيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر وإن دافع عن عمليتها العسكرية ضد حماس.
واعتبر بايدن أن "من شأن هذا الرصيف البحري المؤقت أن يتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم".
وبينما سيقود الجيش الأمريكي العملية، إلا أن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة ستنشر جنودا على الأرض في غزة، وفق ما أكد بايدن.
يُشار إلى أن المساعدات الإنسانية لا تدخل إلى قطاع غزة إلا بموافقة إسرائيلية، وتصل غالبيتها عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وتؤكد المنظمات الإنسانية أن كمية المساعدات لا تكفي لسد حاجات السكان.
ويتزايد خطر المجاعة في شمال قطاع غزة، حيث تجعل القيود الإسرائيلية من إيصال المساعدات إلى نحو 300 ألف نسمة عملية شبه مستحيلة.
"يموتون بصمت"
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة وفاة عشرين مدنيا على الأقل معظمهم من الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف.
وخلال توزيع وجبات على نازحين في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، قال المتطوع بسام الحو لفرانس برس: "يمكننا البقاء على قيد الحياة لساعات دون طعام، لكن ليس أطفالنا"، مضيفا "إنهم يموتون ويغمى عليهم في الشوارع بسبب الجوع. ماذا يمكننا أن نفعل؟".
من جهته، لفت المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة إلى أن "عشرات الأشخاص يموتون بصمت من الجوع دون الوصول إلى المستشفيات".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز