الكشف عن السلاح الخفي الذي يغذي انتشار سرطان البنكرياس

كشف فريق بحثي من جامعة كورنيل عن الآلية التي يستخدمها أكثر أشكال سرطان البنكرياس فتكا لدخول مجرى الدم.
ويُعد سرطان البنكرياس الغدي القنوي من أشرس الأورام، إذ لا تتجاوز معدلات البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص 10%.
ورغم أن البيئة المحيطة بالورم عبارة عن نسيج ليفي كثيف يعمل كدرع عازل يصعّب وصول الأدوية ويُفترض أن يحد من انتشاره، إلا أن المرض يفاجئ الأطباء بقدرته العالية على الانتقال إلى أعضاء أخرى.
وكشفت الدراسة المنشورة في دورية "مولكيولر كانسر" أن مستقبلا بيولوجيا يُعرف باسم "ALK7"، هو المحرك الأساسي لهذا الانتشار، فهو ينشط مسارين متداخلين، الأول يمنح الخلايا السرطانية قدرة أكبر على الحركة، والثاني ينتج إنزيمات قادرة على تكسير جدران الأوعية الدموية.
ويقول الدكتور إساك لي، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في جامعة كورنيل والباحث الرئيس بالدراسة: "بمعنى آخر، يمنح المستقبل "ALK7" خلايا سرطان البنكرياس المحرك للتحرك والأدوات لاختراق الأوعية".
وباستخدام نماذج فئران وأنظمة "أورغن أون تشب"، التي تحاكي الأوعية الدموية البشرية، أثبت الباحثون أن تعطيل مستقبل "ALK7" يبطئ بشكل ملحوظ من انتشار الورم. والأهم أن النتائج أوضحت أن العلاج يجب أن يبدأ مبكرا جدا، إذ إن منع " ALK7 " في المراحل الأولى يحرم الخلايا من دخول مجرى الدم، بينما يصبح التدخل أقل فاعلية إذا تمكنت الخلايا بالفعل من الانتشار داخله.
ويأمل العلماء أن يمهد هذا الاكتشاف الطريق لعلاجات جديدة تستهدف "ALK7"، ليس فقط لسرطان البنكرياس، بل ربما لأنواع أخرى من السرطان أيضا.