العالم اليوم يواجه تحديات حقيقية أمام مثل هذه الأعمال التخريبية التي تهدد قواعد عالمية قائمة تتعلق بأمن الممرات البحرية في العالم.
مؤشرات مقلقة حدثت خلال الأيام الماضية في مياه الخليج العربي قد تقود العالم كله إلى عدم استقرار عبر منطقة بحرية تشكل الأهم بين الممرات المائية في العالم، فما حدث قبالة السواحل الإماراتية من اعتداء تخريبي على أربع سفن تنتمي إلى عدة دول يشكل نقطة تحول كبرى في سياق الاستقرار بهذه المنطقة الحيوية.
ويعد الخليج العربي منطقة بحرية يمر من خلالها ما يقارب نصف إمدادات العالم من الطاقة، ولذلك فإن أي مؤشرات سلبية يمكن رصدها في هذه المنطقة إنما تشكل صافرة إنذار يجب على العالم بأكمله أن يأخذها بجدية وأن يتعامل معها بكل منطقية سياسية. السؤال الأهم هنا يقول لصالح من تصب عملية تقويض الاستقرار في منطقة بحرية يمر من خلالها "النفط" الذي يعد أهم مقومات الاقتصاد في العالم؟
إن محاسبة المتسببين في هذا الاستهداف لتقويض أمن المنطقة البحرية في الخليج ضرورة دولية يجب أن تتم وبأسرع وقت ممكن، لأن المتضرر الرئيس ليس دول بعينها بل كل العالم سيكون مهدداً بأمنه الاقتصادي تحت وطأة مثل هذه الأعمال الشيطانية، التي يجب أن تتم معاقبة من تسبب بها بشكل دقيق ومباشر.
هناك من يسعى لتحويل هذه المنطقة البحرية إلى منطقة غير مستقرة بهدف إرباك الأوراق الدولية وخلق أزمة اقتصادية وسياسية، قد تؤدي إلى صراعات دولية تدفع بالعالم إلى مواجهات حتمية، فلا تقتصر أهمية الخليج العربي كونه من بين الممرات المهمة في العالم، بل يحتضن الدول الأكثر إنتاجاً للبترول في العالم على ضفافه. وهذا ما يتطلب الوقوف أمام أي عمليات تخريبية قد تطال هذا الممر الحيوي.
أمن الممرات البحرية في الخليج قضية دولية قبل أن تكون إقليمية، ولذلك فإنه ينطبق عليها المثل القائل "إذا ما عطس بحر الخليج العربي، فإن العالم كله سيصاب بالزكام" وهذه نتيجة طبيعية للتأثير الأقوى الذي يتمتع به الخليج العربي كونه ممراً يحتل أهمية عالمية وتأثير قوي، لذلك فمن الطبيعي أن أي عملية تخريبية مهما كان حجمها أو نوعها ستجعل العالم كله يقلق بلا توقف.
من يقف خلف هذا الإقلاق ومن المستفيد؟ هذه أسئلة مشروعة علينا أن نطرحها وبقوة فهناك مستفيدون من أي أزمة يمكنها أن تؤثر على هذه المنطقة خاصة تلك الدول التي عاثت في المنطقة العربية طولاً وعرضاً، وهي تحاول أن تفسد في كل أرض تدخل إليها أو تطالها بتأثيرها.
العالم اليوم يواجه تحديات حقيقية أمام مثل هذه الأعمال التخريبية التي تهدد قواعد عالمية قائمة تتعلق بأمن الممرات البحرية في العالم. ولعل هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا العمل التخريبي وبهذه الطريقة التي تستهدف وبشكل مباشر عمليات نقل الطاقة من الخليج العربي إلى دول العالم.
إن محاسبة المتسببين في هذا الاستهداف لتقويض أمن المنطقة البحرية في الخليج ضرورة دولية يجب أن تتم وبأسرع وقت ممكن، لأن المتضرر الرئيس ليس دول بعينها بل كل العالم سيكون مهدداً بأمنه الاقتصادي تحت وطأة مثل هذه الأعمال الشيطانية التي يجب أن تتم معاقبة من تسبب بها بشكل دقيق ومباشر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة