الملابس الداخلية "أزمة رمضانية" في مصر.. وقف إعلانات ودعاوى قضائية
بعدما أثار استياء نقابة الأطباء، قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، وقف عرض إعلان دعائي خاص بإحدى الشركات المنتجة للملابس الداخلية، بدعوى مخالفته لـ"المعايير".
وقال المجلس خلال بيان صادر عنه، إن الإعلان أثار استياء الجمهور، وخاصة نقابة الأطباء، لما احتواه من مضمون يتعارض مع آداب وأخلاقيات المجتمع المصري.
وتضمن هذا الإعلان سخرية طبيب وممرضة من مريض، بسبب ارتدائه لملابس داخلية بالية، في أمر أثار حفيظة نقابة الأطباء المصرية، التي أصدرت بيانًا نددت فيه بهذه الدعاية، مؤكدة أن السخرية المتداولة فيه "تنتفي مع سلوك الفريق الطبي وتجرمه لوائح آداب المهن المختلفة".
وتعد أزمة الحملات الدعائية لشركات إنتاج الملابس الداخلية ليست جديدة، خاصةً المعروضة منها في رمضان. فخلال السنوات الماضية، شهد الوسط الإعلامي المصري مشكلات تعلقت بالمادة المعروضة خلال الشهر الفضيل، في وقائع نستعرضها خلال السطور التالية.
إعلان هاني رمزي
في عام 2014، ظهر الفنان هاني رمزي كوجه إعلاني لإحدى الشركات المنتجة للملابس الداخلية، مقدمًا خلال الحملة استعراضا راقصا لاقى ردود فعل سلبية، في أمر دفع جهاز حماية المستهلك المصري إلى التدخل.
وبالفعل، أصدر الجهاز قرارًا بوقف عرض الإعلان، بدعوى أنه "لا يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع المصري".
تصدٍّ لدعاية شركتين
وبدعوى مخالفة عادات المجتمع المصري، أصدر جهاز حماية المستهلك قرارًا بوقف إعلانين دعائيين لشركتين، تنتجان الملابس الداخلية، وهو ما شهده شهر رمضان خلال عام 2016.
وتصدى الجهاز لدعاية شركة، تفاخرت بجودة القطن الذي تنتجه، بعدما أظهرت حملاتها الإعلانية "لقطات لملابس داخلية تجسد عورة المرأة".
أما الشركة الأخرى فواجهت نفس المصير، بعدما ظهرت امرأة في إعلانها الدعائي وهي ترتدي ملابس داخلية.
أزمة ميس حمدان
وبعد الواقعة السابقة بـ4 أعوام، أثارت نفس الشركة الجدل بإعلان جديد، ظهرت فيه الفنانة الأردنية ميس حمدان، باعتبار أنه يحتوي على "مشاهد وألفاظ مُخلَّة بالآداب العامة"، في أزمة وصل صداها إلى مجلس النواب المصري.
كما أعلنت وقتها لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بأنها ستتخذ توصيات عاجلة بشأن مخالفات هذا الإعلان.
ووسط هذه الموجه، قررت الشركة وقف عرض إعلانها، وهذا "نزولًا على رغبة المواطنين" حسب بيان صدر عنها.
أزمات الملابس الداخلية طالت الكمامة
وخلال نفس العام، 2020، عرضت الشركة ذاتها إعلانًا ترويجيًا لكمامة، تماشيًا مع تطورات الوضع الصحي بتفشي فيروس كورونا المستجد، وهو ما وقف ضده جهاز حماية المستهلك.
وأعلن الجهاز حينها، عن تنسيق جهوده مع وزارة التجارة والصناعة المصرية، وهو ما انتهى بإلزام الشركة المنتجة بوقف عرض هذا الإعلان، خاصةً أن المنتج "لا يلتزم بضوابط التصنيع والمواصفات القياسية الصحية".
الأزمة الأخيرة
جديرٌ بالذكر أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، نوه بأن الإعلان الأخير المثير للجدل، يتعارض مع الآداب العامة والذوق العام.
وأضاف المجلس خلال بيان: "تبين لهيئة المكتب من خلال رصد الإعلان مخالفة كود الأخلاق، الذي نص على عدم التحقير من الأشخاص، ومخالفة كود الأعمال الدرامية والإعلانية خاصة بند رقم (4) الذي ينص على عدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفحش القول والحوارات المتدنية والسوقية، والمادة (16) من لائحة الجزاءات والتي تنص على أن استخدام ألفاظ تؤذي مشاعر الجمهور مخالفة تقتضي توقيع الجزاء على المخالف".