يونيسف: أطفال اليمن يعيشون "كابوساً" بسبب استمرار الحرب
حازت الجوانب الإنسانية والمعيشية من الحرب في اليمن على اهتمام التناولات السياسية خلال جلسة الإحاطة بشأن اليمن في مجلس الأمن الدولي، الإثنين.
وجاء أطفال اليمن وما يتعرضون له من انتهاكات على يد ميليشيات الحوثي، سواءً بالتجنيد أو الاستهداف المباشر بالقتل وتدمير مدارس ومستقبلهم على رأس الإشارات الإنسانية.
وباعتبارها المنظمة المهتمة بشؤون الطفولة، كان لليونيسف حضور في الإحاطة الخاصة باليمن، فيما يتعلق بوضع الأطفال.
وتطرقت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، هنريتا فور، في إحاطتها إلى الوضع المخيف للاقتصاد اليمني، والأطفال النازحين أو المهددين بالمجاعة.
وأشارت إلى أن "البنية التحتية لدعم الأطفال لا تزال على وشك الانهيار"، معربة عن أسفها "لتعطيل التعليم في اليمن".
8 ملايين طفل معرضون للحرمان من التعليم
وكانت اليونيسف قد أعلنت قبل أيام عن إمكانية تعرض نحو 8 ملايين طفل يمني للحرمان من التعليم، بسبب استمرار الصراع.
وقالت فور: "مع تضرر المدارس، يغادر المعلمون الفصل الدراسي بحثاً عن عمل مدفوع الأجر لأن رواتبهم للتدريس غالباً ما تكون غير واردة".
ولفتت إلى أن استمرار الألغام الأرضية في تهديد الشباب والأطفال، وقالت فور إن: "كونك طفلاً في اليمن غالباً ما يكون بمثابة كابوس، ومن المؤكد أن الصدمة ستظل معهم لفترة طويلة بعد إسكات المدافع، وبحاجة إلى إعادة التأهيل".
وأضافت أن هناك "القليل من علامات السلام الملموسة على الأرض".
وتساءلت: "متى ستضع أطراف النزاع الأطفال في المقام الأول، وتبقى الأطفال بعيداً عن خط النار؟، وأكدت أنه "يجب وقف عسكرة المدارس".
واستشهدت فور "بأعمال إزالة الألغام الحاسمة"، التي قالت: "يجب أن تستمر بشكل جدي"، كما حثت، على "زيادة الواردات الحيوية، بما في ذلك الوقود والإمدادات، حيث النظام الصحي الآن معلق بخيط رفيع".
دعوة إلى اتفاق سلام
وشددت فور، على أنّ "اتفاق سلام متفاوض عليه فقط سيسمح للأطفال بالبدء في وضع البؤس والصدمات خلفهم".
وجددت مناشدتها لإنقاذ الأطفال في اليمن، محذرة من استمرار تدهور احتياجاتهم الأساسية، وحرمانهم من أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، جراء استمرار الحرب.
وواصلت فور قولها: "قبل ستة أعوام بدأت الحرب في اليمن، ولم يدرك كثيرون كيف يمكن أن تؤثر على الأطفال، واليوم والحرب تدخل عامها السابع أصبحت اليمن تحت رحمة أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وأضافت: "الأزمة تسوء أكثر فأكثر، في ظل تداعيات معيشية واقتصادية، مع انتشار جائحة كوفيد 19".
المديرة التنفيذية لليونيسف قالت إنها تحدثت لمجلس الأمن قبل عامين، واليوم تغير الوضع كثيراً، فالدمار يحدث كل يوم، ويؤثر على الأطفال وأسرهم.
إحصائية صادمة
وهذا العام فقط أصبح مليون و600 ألف طفل يمني مشردين داخلياً بسبب تجدد المواجهات والعنف في جبهات عديدة، خاصة في مأرب والحديدة، وباتت أغلب الاحتياجات التي يحصلون عليها كالرعاية الصحية والتعليم والصرف الصحي "هشة"، بحسب فور.
كما أن عدم حصول الناس في اليمن على مياه نظيفة يشكل قلقا كبيرا، وفق إحاطة مديرة اليونيسف.
ووصفت الحالة التي وصل إليها الاقتصاد اليمني بأنها "سيئة ومرعبة"، وأثر على الدخل المالي لكثير من الأسر وبالتالي انهيار صمودها أمام الوضع المعيشي.
ولفتت فور إلى أن الغذاء موجود في اليمن، لكنه ليس في متناول الجميع، بسبب تدهور سعر العملة المحلي، مؤكدة أن 21 مليون شخص، بما فيهم 11,9 مليون طفل بحاجة لمساعدة إنسانية طارئة للبقاء على قيد الحياة.
وتابعت: "يموت طفل كل 10 دقائق بأسباب يمكن منعها، كسوء التغذية وأمراض يمكن الوقاية منها عبر التطعيم الروتيني للأطفال".