بعد دعوتها لإخلاء مواقعها.. رسالة إسرائيلية خشنة لليونيفيل
اقتحمت دباباتان إسرائيليتان موقعا لقوات اليونيفيل الأممية في جنوب لبنان، بعد حوادث مشابهة خلال اليومين الماضيين، أثارت غضبا دوليا.
وجاء ما تقول إسرائيل إنه حادث غير متعمد بعد رسالة وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقوات الدولية لإخلاء مواقعها قرب خطوط التماس بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن دبابة تابعة له حاولت إجلاء جنود مصابين وتراجعت عدة أمتار داخل موقع لليونيفيل في جنوب لبنان.
وتشير التعليقات الغربية خاصة من العواصم التي يشارك جندها في البعثة الأممية لحفظ السلام إلى أنها تنظر لتلك الحوادث باعتبارها أفعالا متعمدة.
وأعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اليوم الأحد أن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا دمرتا البوابة الرئيسية لأحد مواقعها ودخلتا عنوة، بحسب وكالة رويترز.
واستبق رئيس الوزراء الإسرائيلي الحادث بدعوته الأمم المتحدة اليوم إلى إجلاء أفراد اليونيفيل من مناطق القتال في لبنان.
وقال نتنياهو في بيان موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "لقد حان الوقت لتسحبوا قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي طلب ذلك مرارًا، وقوبلت طلباته بالرفض، وهو ما يجعل (أفراد اليونيفيل) دروعًا بشرية لإرهابيي حزب الله".
ومن جهته، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون يوم الأحد، إن عدم إقدام الأمم المتحدة على نقل قوات حفظ السلام من مناطق في جنوب لبنان "غير مفهوم" وسط القتال الدائر في المنطقة.
وأضاف في بيان أن تفاصيل الواقعة التي حدثت اليوم وشملت أفرادًا من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تخضع للتحقيق حاليًا.
وتابع: "إرهابيو حزب الله يستخدمون مواقع اليونيفيل مخابئ وكمائن لهم، وإصرار الأمم المتحدة على إبقاء جنود اليونيفيل في خط النار غير مفهوم".
رهائن
وينفي حزب الله اتهامات إسرائيل بمعاملة جنود حفظ السلام كرهائن، ويقول إن إسرائيل تريد منهم المغادرة حتى لا يكونوا مراقبين للحملة الإسرائيلية عبر الحدود.
واستهدفت سلسلة من الهجمات مواقع وأفراد قوات حفظ السلام في الأيام الماضية.
وحمّلت اليونيفيل إسرائيل مسؤولية معظم تلك الهجمات، مشيرة إلى أن 5 من عناصرها أصيبوا في ثلاث وقائع مختلفة منذ يوم الخميس.
وتحدثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني هاتفياً إلى نتنياهو اليوم ونددت بالهجمات الإسرائيلية.
وميلوني معروفة بأنها واحدة من أكثر المؤيدين لإسرائيل بين زعماء غرب أوروبا.
وتنشر إيطاليا ما يزيد على 1000 جندي ضمن قوة اليونيفيل التي يبلغ قوامها 10 آلاف، مما يجعلها واحدة من أكبر المساهمين بالعسكريين.
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان: "أكدت رئيسة الوزراء ميلوني مجددًا عدم قبول تعرض قوات اليونيفيل لهجوم من جانب الجيش الإسرائيلي".
وأضافت أن ميلوني دعت نتنياهو إلى "التنفيذ الكامل" لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 بشأن لبنان، وشددت على ضرورة تهدئة الصراع في المنطقة.
كما نددت فرنسا وإسبانيا بالهجمات الإسرائيلية، ولكل منهما نحو 700 عسكري في القوة.
اليونيفيل
تشكلت اليونيفيل عام 1978 لمراقبة الوضع في جنوب لبنان، ومنذ ذلك الحين، تشهد المنطقة صراعات مستمرة، إذ اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان في عام 1982 واحتلته حتى عام 2000، ثم خاضت حربًا كبرى مع حزب الله استمرت خمسة أسابيع في 2006.
وأسقط الهجوم الإسرائيلي على حزب الله على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية أكبر عدد من القتلى في لبنان منذ عقود، وأدى إلى نزوح 1.2 مليون لبناني وألحق ضربة غير مسبوقة بالجماعة من خلال مقتل معظم قياداتها.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن اليونيفيل فشلت في مهمتها المتمثلة في دعم تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي صدر بعد حرب 2006، ويدعو إلى أن تكون المنطقة الحدودية في جنوب لبنان خالية من الأسلحة أو القوات غير تلك التابعة للدولة اللبنانية.
ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الوزير لويد أوستن عبر في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عن "قلقه البالغ" إزاء التقارير التي ذكرت أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مواقع قوات حفظ السلام، وحث إسرائيل على ضمان سلامتهم وكذلك سلامة الجيش اللبناني، والجيش اللبناني ليس طرفًا في الصراع الإسرائيلي مع حزب الله.
القوات في خطر
طلب الجيش الإسرائيلي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين الاستعداد للانتقال لمسافة تزيد على خمس كيلومترات من الحدود "من أجل الحفاظ على سلامتكم"، وفقًا لمقتطف من الرسالة اطلعت عليه رويترز.
وقال قائد عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان بيير لاكروا أمام مجلس الأمن يوم الخميس إن "سلامة وأمن قوات حفظ السلام معرضة الآن لخطر متزايد".
وظلت القوات في مواقعها، لكن الأنشطة العملياتية توقفت فعليًا منذ 23 سبتمبر أيلول، والتزم الجنود قواعدهم العسكرية، ونقل 300 جندي مؤقتًا إلى قواعد أكبر.
وقال متحدث باسم اليونيفيل يوم الخميس إن الهجمات على برج المراقبة والكاميرات ومعدات الاتصالات والإضاءة حدت من قدرات المراقبة لدى القوة الدولية.
وقالت مصادر بالأمم المتحدة إنها تخشى من أن تتسبب الهجمات الإسرائيلية في أن تصبح مهمة مراقبة انتهاكات القانون الدولي مستحيلة.