"تصدع" يونيبر.. خسائر تاريخية تضرب مستورد الغاز الأكبر بألمانيا

منذ بدء أزمة الطاقة الراهنة في أوروبا، وأكبر مستورد للغاز في ألمانيا "يونيبر" كانت تعطي إشارات سلبية متسارعة، حتى تكبدت خسائر تاريخية.

الخسائر الأكبر بتاريخ الشركات الألمانية.. بسبب الغاز

وتكبدت شركة Uniper يونيبر الألمانية، خسائر قياسية بلغت 40 مليار يورو (39.02 مليار دولار) في الأشهر التسعة الأولى من العام، تعد من أكبر الخسائر في تاريخ الشركات الألمانية.

وجاءت هذه الخسارة نتيجة لانقطاع إمدادات الغاز من شركة الغاز الروسية غازبروم التي أوقفت إمدادات الغاز الطبيعي إليها بشكل كامل، فاضطر أكبر مستورد للغاز في ألمانيا، إلى شراء كميات من الغاز بأسعار مرتفعة للغاية، لتتفاقم خسائرها جراء ذلك.

• شتاء السخط في أوروبا.. كم حجم مخزونات الغاز ومدة استهلاكها؟
  

وقالت يونيبر إن صافي الخسارة يشمل 10 مليارات يورو (9.75 مليار دولار) من الخسائر المحققة التي تكبدتها الشركة من خلال استبدال أحجام الغاز الروسي في السوق الفورية بأسعار أعلى بكثير بالإضافة إلى 31 مليار يورو (30.24 مليار دولار) من الخسائر المتعلقة بهذه المشكلة، بحسب فرانس برس.

وتسبب هذا الانقطاع في الإمدادات في خسائر يومية تجاوزت 100 مليون يورو (97.48 مليون دولار) عندما ارتفعت أسعار، وانخفض الرقم إلى أقل من 10 ملايين يورو (9.75 مليون دولار) في نهاية أكتوبر مع هدوء الأسواق.

وتراجع سهم الشركة بنسبة 3% في بورصة فرانكفورت للأوراق المالية، ليعمق من الخسائر التي طالت السهم هذا العام وبلغت أكثر من 90%.

هيكلة وتأميم

فيما أفادت المدير المالي للشركة، تينا توميلا "نحن نعمل أيضًا بشكل مكثف لإعادة هيكلة محفظة الغاز لدينا من أجل تقليل المخاطر وإنهاء الخسائر الناجمة عن تعليق شحنات الغاز الروسي بحلول عام 2024".

• من أجل شتاء مستقر.. ألمانيا تعود إلى حقبة الفحم بقوة
  

وأضافت توميلا أن من بين الأولويات القصوى للمجموعة، الخروج من السوق الروسية، إذ تمتلك حصة 83.7% في يونيبرو.

وأعلنت ألمانيا، في سبتمبر/أيلول الماضي عن صفقة لتأميم شركة يونيبر، للبلاد، وهي خطوة تأتي بعد أشهر من تأميم فرنسا لأكبر مرفق لها، شركة الكهرباء EDF، إذ تكافح الدول في جميع أنحاء أوروبا للاستجابة لأزمة الطاقة المستمرة التي أثارها قرار روسيا بقطع إمدادات الغاز الطبيعي بالكامل عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.

وقد وافقت الحكومة الألمانية، بوصفه جزءًا من الصفقة، على الاستحواذ على حصة شركة الطاقة الحكومية الفنلندية Fortum "فورتوم" بنسبة 78% في يونيبر، ما رفع حصتها الإجمالية في الشركة إلى 99%.