متحف لبناني فريد.. مغارة تجمع 5 آلاف حيوان بري وبحري (صور)
متحف فريد من نوعه في لبنان يشكل وجهة سياحية للبنانيين والأجانب، حيث يجمع أكثر من 5 آلاف من الحيوانات البرية والبحرية المحنطة.
وانتقل المتحف الذي أسسه طبيب الأسنان جمال يونس عام 2002 في مدينة صور، جنوب لبنان، إلى منطقة جعيتا، السياحية الشهيرة، عام 2015، حيث يقع وسط غابة من أشجار الصنوبر. والمتحف عبارة عن مغارة محفورة في الجبل، استغرق العمل فيها حوالي 11 عاما من النحت اليدوي المتواصل بمساحة 4500 متر.
ويقول يونس لـ"العين الإخبارية" إنه منذ طفولته عشق اكتشاف أسرار البحار، وغاص في أعماق المياه بحثاً عن المخلوقات البحرية والمجموعات النادرة. ويضيف: "بعدما سافرت إلى رومانيا للتخصص في الطب، درست مبادئ عملية التحنيط، فراودتني فكرة إنشاء متحف يحفظ أنواع الحيوانات البحرية وحتى البرية لأجيال قادمة".
وتمكن الطبيب اللبناني من تحنيط ما يزيد عن 5 آلاف حيوان نادر تنوعت ما بين البحري والبري، وقال "هي عملية دقيقة، أؤديها بشغف" مضيفاً: "اخترت فم القرش العملاق (مغارة اصطناعية)، كمدخل للمتحف، وفي الغرفة الأولى أعرض الحيوانات البرية كالضبع والثعلب والذئب والخنزير البري، أما الغرفة الثانية فخصصتها للطيور البرية والبحرية العابرة والمستوطنة، كالصقر، العقاب والبجع، والغرفة الثالثة مخصصة لجميع أنواع الحشرات والزواحف".
القسم البحري من المتحف يتألف كما قال يونس "من مغارة الحورية وتضم 250 نوعاً من الأحجار الثمينة من أنحاء العالم، ومغارة النجوم والمرجانيات والإسفنجيات، إضافة إلى المغارة البحرية التي تحتوي على أسماك القرش وأسماك الأعماق"، حيث "تشكّل أسماك الأعماق نسبة سبعين بالمائة من المتحف وتتوزّع في واجهات زجاجية كبيرة".
يونس أشار إلى أن مجموعته البحرية حازت على شهادات من أكبر المنظمات البيئية العالمية، وهي تضمّ 400 نوع من أصداف البحر الأبيض المتوسط، و40 نوعًا من أسماك القرش و30 نوعًا من النجوم، و"جميعها يتفرد بها متحفي من بين جميع دول البحر الأبيض المتوسط".
وشدد يونس على أن المتحف سجل عدة أرقام قياسية عالمية منها "أكبر مجسم للقرش الأبيض بطول 35 متراً وارتفاع خمسة أمتار، وأكبر مجسم لسفينة فينيقية حربية بطول 40 متراً وارتفاع سبعة أمتار، وأكبر مغارة صناعية تحتوي على كل موجودات المتحف بمساحة تفوق 4500 متر مربع محفورة داخل الجبل".
وعبّر يونس عن فخره بمتحفه الذي يضم أنواعا من الحيوانات المنقرضة وأخرى باتت نادرة، مثل "فقمة الراهب، الجراد العملاق، البومة العملاقة، والعجل ذو رأسين"، وهو ما جعله "محطة تربوية لآلاف الطلاب عدا عن كونه معلماً سياحياً".