إعادة اعتقال أسرى فلسطينيين.. "قصاصو الأثر" كلمة السر
أدركهما التعب فاختارا شجرة زيتون وارفة الظلال للنوم تحتها لكن قوات إسرائيلية حاصرت الحقل لتنهي قصة استقطبت العالم.
زكريا الزبيدي ومحمد عارضة؛ الأسيران الهاربان من بين 6 من سجن جلبوع الإسرائيلي ناما تحت شجرة زيتون كبيرة في قرية شبلي أم الغنم، قبل إعادة اعتقالهما.
المنطقة التي تواجد فيها الزبيدي (45 عاما)، وعارضة (39 عاما) شمالي إسرائيل كانت حقلا مليء بأشجار الزيتون ملاصقا لموقف للشاحنات الكبيرة.
ومع تقدم قوات الشرطة والمخابرات الإسرائيلية من المكان، اختبأ الزبيدي وعارضة أسفل شاحنة كبيرة كانت مركونة بقرب الشجرة.
تفاجأ سكان شبلي أم الفحم، البالغ عدد سكانها 7000 نسمة، بمداهمة قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات تساندها مروحية شرطية للقرية في الساعة الخامسة صباحا.
وتقول إسرائيل إن وحدة "قصاصي الأثر" بالجيش توصلت إلى مكان الزبيدي وعارضة بعد تقصي أثار أقدامهم وعلبة سجائر.
ولم يكن الزبيدي أو عارضة مسلحان وتم اعتقالهما بدون أي اشتباك.
وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن وحدة قصاصي الأثر "مارعول" هي من اقتفت أثر الأسيرين الفلسطينيين.
وأوضح في بيان تلقته "العين الإخبارية": "في إطار نشاطات قوات الأمن المختلفة للقبض على الفارين من السجن، وبعد عدة ساعات من الملاحقة ساعد مقاتلو وحدة مارعول العسكرية في قيادة قوات الأمن إلى المكان الذي حددته لاختباء اثنين من الفارين".
وأضاف: "لقد قامت قوات الجيش والشرطة والشاباك باعتقال السجينيْن ونقلهما للتحقيق".
وقال قائد وحدة "مارعول"، الذي لم يذكر البيان اسمه، "نبذل قصارى جهودنا لتحديد مكان السجناء الفارين وتمكنّا بتعاون بين كافة أذرع الأمن من القبض على السجناء".
وأضاف: "الوحدة تواصل جهودها حتى القبض على باقي السجناء".
وقال يوسف كحيلي، أحد سكان شبلي أم الغنم، للصحفيين: "لقد وجدوهما أسفل شاحنة، لقد رأيتهما وبديا خائفين وجائعين".
وسارع الأمن الإسرائيلي إلى تصويرهما بعد تكبيلهما بأصفاد حديدية من أيديهما وأرجلهما ووضع قطعتي قماش على أعينهما قبل نقلهما إلى سيارتي شرطة.
ويبدو الأمن الإسرائيلي بأمس الحاجة إلى مثل هذه الصور لاستعادة ثقة المواطنين الإسرائيليين بعد عملية هروب من سجن "جلبوع" شديد الإحكام عبر نفق يمتد على مسافة عشرات الأمتار من زنزانة السجن إلى خارجه.
وبدأ المئات من عناصر الشرطة والمخابرات والجيش الإسرائيلي قبل أيام، عمليات بحث عن الزبيدي وعارضة و4 أسرى آخرين فروا من السجن الإثنين الماضي.
وفي ساعة متأخرة من مساء الجمعة، جرى الإعلان عن إعادة اعتقال يعقوب قادري ومحمود عريضة في ظروف يقول الإعلام الإسرائيلي إنها كانت مشابهة تقريبا.
وتحظر الرقابة الإسرائيلية نشر أي تفاصيل عن عمليات المطاردة والاعتقال ولكن الإعلام الإسرائيلي قال إنه تم اعتقالهما أيضا بمساعدة قصاصي الأثر.
وكان قادري وعريضة في مدينة الناصرة وهي تماما مثل قرية شبلي أم الغنم، قريبة من سجن "جلبوع" الذي فر منه الأسرى الستة في عملية يطلق عليها الفلسطينيون اسم "العبور العظيم" أو "الهروب العظيم".
وبإعادة اعتقال الأربعة، لا تزال القوات الإسرائيلية تبحث عن أيهم فؤاد كمامجي (35 عاما) ومناضل نفيعات (32 عاما).
واعتقال كل 2 من الفارين في مواقع مختلفة يعزز فرضيات بأن الأسرى الستة تفرقوا إلى عدة مجموعات بعد فرارهم من السجن.
وتقول تقارير إسرائيلية إن أحد المعتقلين قد فر بالفعل إلى الضفة الغربية ولكن دون التمكن من إثبات ذلك فعلا.
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف، في تغريدة عبر تويتر، إن " الهدف الآن هو الاستمرار في الالتزام حتى نعتقل الاثنين المتبقيين وسيحدث ذلك!".
"قصاصو الأثر"
تتألف وحدة قصاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي من المئات من الجنود غالبيتهم من البدو الذين قرروا الخدمة العسكرية الإسرائيلية.
وتشكلت الوحدة في عام 1970 حيث أسسها عبد المجيد المزاريب الذي أطلق على نفسه اسما عبريا: عاموس يركوني.
ويخدم اليوم في الجيش الإسرائيلي قرابة 337 قصاص أثر، 226 في الجيش النظامي و111 في الاحتياط، وهم يتسلحون ببنادق (M-16) ويقومون بالدوريات على مختلف الحدود والجبهات.
وغالبا ما يستعين الجيش الإسرائيلي بهم لتقصي آثار منفذي العمليات المختفين عن الأنظار.
ويولي الجيش الإسرائيلي أهمية بالغة لهذه الوحدة خاصة بالمناطق الحدودية التي تشهد أحيانا عمليات تسلل.