وفاة الملكة إليزابيث.. العالم ينعى وتشارلز الثالث يخاطب البريطانيين
فيما ينعى العالم والدته، يُلقي تشارلز الثالث أول خطاب رسمي بصفته ملكا لبريطانيا، في أجواء حزينة على وفاة إليزابيث الثانية.
وبحسب "عملية جسر لندن"، وهو الاسم الرمزي لخطة مفصلة للغاية يتم وضعها منذ لحظة الوفاة ولغاية الأيام والأسابيع التي تلي ذلك، فإنه باليوم التالي للوفاة، يلتقي مجلس الملكة الخاص بمجلس ارتقاء العرش، ليعلن رسميا تشارلز ملكا لإنجلترا.
وفي اليوم ذاته، يلقي تشارلز أول خطاب رسمي له بصفته ملكا، وبعد ذلك يجري جولة في المملكة المتحدة تشمل اسكتلندا وأيرلندا وويلز، قبل العودة إلى لندن.
وتشهد المملكة المتحدة حالة حداد على الملكة التي تركت فراغا كبيرا نظرا لما يكنه لها البريطانيون من حب، خصوصا أن الكثيرين منهم لا يعرفون غيرها على عرش بلدهم، وقد نجحت طوال حياتها في حماية الملكية رغم الأزمات.
والتحديات كبيرة لتشارلز الذي أصبح ملكا في سن الثالثة والسبعين لكن شعبيته أضعف بكثير من والدته ووريثه الأمير وليام.
ويرث تشارلز مملكة تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة وانقساما بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ورغبات في الاستقلال وتوتر في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية، واضطرابا سياسيا مع تولي رابع رئيس للوزراء السلطة خلال ست سنوات.
وقد انضم إليه في بالمورال حيث كان إلى جانب والدته عندما توفيت "بهدوء" بعد ظهر الخميس، شقيقاه وشقيقته وابناه، وسيعود الملك الجديد إلى لندن الجمعة.
أول رسالة متلفزة
تفاصيل برنامج الأيام المقبلة المعد منذ سنوات، غير مؤكدة لكن الخطوط العريضة معروفة، ففور عودته إلى لندن مع كاميلا التي أصبحت قرينة الملك، سيخاطب الملك الجديد البريطانيين للمرة الأولى عبر شاشة التلفزيون، في رسالة مسجلة مسبقا وستذاع في المساء.
وسيلتقي رئيسة الوزراء ليز تراس التي كان تعيينها رسميا من قبل إليزابيث الثانية الثلاثاء آخر مهمة دستورية قامت بها الملكة في حياتها المكرسة لدورها حتى النهاية.
وبحسب وكالة فرانس برس، أصبح حضور تشارلز أكبر في الأشهر الأخيرة ومثّل والدته، إلى جانب ابنه الأكبر وليام، بسبب ما وصفه القصر بأنه مشاكل في التنقل تعاني منها.
وتحدث تشارلز للمرة الأولى مساء الخميس، في بيان عبّر فيه عن "حزن العائلة الشديد" بعد وفاة "صاحبة الجلالة العزيزة والأم الحبيبة".
وقال "أعلم أن خسارتها ستلمس بعمق في جميع أنحاء البلاد والممالك والكومنولث ومن قبل عدد لا يحصى من الناس حول العالم".
96 طلقة مدفعية
خلال النهار، سيتم إطلاق 96 طلقة مدفعية في أماكن عدة من المملكة وستدق أجراس كنيسة سان بول ودير ويستمنستر وقصر وندسور.
وبعد ذلك، يفترض أن يعلن مجلس الخلافة في اجتماع في قصر سانت جيمس في لندن، السبت رسميا تشارلز الثالث ملكا.
العالم ينعى الملكة
بالإجماع، أشاد قادة العالم بالملكة الراحلة، وقيادتها التي سيخلدها التاريخ، ومكانتها التي يحتذى بها في الحكمة والمحبة والسلام.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس قال توني كانينغهام (35 عاما)، في شارع في لندن "أشعر بحزن شديد وكأن جدتي ماتت". "إنها الملكة الوحيدة التي عرفتها على الإطلاق".
أما مارغريت كاسلتون (75 عامًا) فأكدت أنها "حزينة للغاية".
حداد وطني
بعد وفاة الملكة التي حدت من ظهورها علنا منذ ليلة أمضتها في المستشفى في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت فترة حداد وطني تستمر حتى جنازتها بعد عشرة أيام.
وسيكون على تشارلز بذل جهود كبيرة للحفاظ على ارتباط البريطانيين بالنظام الملكي، المؤسسة التي يعتبرها البعض بالية لكن الملكة تمكنت من حماية هيبتها.
وكانت الملكة عند وفاتها رئيسة الدولة لـ15 مملكة من نيوزيلندا إلى جزر الباهاماس، المناطق التي زارتها مرات عدة خلال حكمها.
والملكة الراحلة حاضرة في حياة البريطانيين، من الأوراق النقدية إلى الطوابع، التي سيتعين تغيير وجهها.
وكان عشرات الآلاف من الأشخاص تجمعوا مطلع يونيو/ حزيران الماضي، لرؤية الملكة للمرة الأخيرة على شرفة قصر باكنغهام بمناسبة اليوبيل البلاتيني لاعتلائها العرش قبل سبعين عاما.