محكمة بريطانية تحسم "الفرصة الأخيرة" لتسليم أسانج لأمريكا
تنظر محكمة لندن العليا، اليوم الأربعاء، في استئناف الحكومة الأمريكية ضد قرار عدم تسليم مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج، لواشنطن حيث معرض للسجن 175 عاما بتهمة كشف أسرار عسكرية.
وبعد سبع سنوات في السفارة الإكوادورية في لندن وعامين ونصف بسجن بيلمارش شديد الحراسة، حقق الأسترالي البالغ 50 عاما خطوة كبيرة نحو الحرية في يناير/كانون الثاني الماضي، برفض القاضية البريطانية فانيسا بارايتسر، حينها، طلب التسليم بسبب خطر انتحار أسانج.
لكن واشنطن حصلت على حق استئناف هذا القرار مشككة خصوصا بمصداقية خبير أدلى بشهادة لصالح أسانج وبصحته العقلية الهشة.
وأقر الطبيب النفسي مايكل كوبلمان بأنه خدع القضاء عبر "إخفاء" أن موكله أصبح أبا فيما كان لاجئا في سفارة الإكوادور بلندن، وفق وكالة "فرانس برس".
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الجلسات ستستمر يومي الأربعاء والخميس، وسط سعي واشنطن إلى تسلم أسانج، حيث يريد مكتب المدعي العام الأمريكي تقديمه للمحاكمة بتهمة السرقة والكشف عن معلومات سرية متعلقة بالدفاع.
وهذا الاستئناف يشكل آخر الطعون في يد واشنطن التي لن يعود أمامها، في حال هزيمتها مجددا، سوى اللجوء إلى المحكمة العليا البريطانية بدون أن تكون نتيجة ذلك مضمونة، لكن في حال نجاحها، ستحال القضية على محكمة أدنى لاتخاذ قرار جديد.
وانتهى المطاف بأسانج، بالبداية، في سجن بريطاني بسبب أحداث عام 2012، حيث اتهم في السويد بـ"التحرش الجنسي"، وكان على بريطانيا أن تقرر تسليمه، لكن أطلق سراحه بكفالة، ولجأ بعدها إلى سفارة الإكوادور في لندن، حيث ظل هناك لمدة سبع سنوات، لتغلق السلطات السويدية القضية في وقت لاحق.
وفي أبريل/ نيسان 2019، أدين بتهمة عدم المثول أمام المحكمة في عام 2012 بمحكمة وستمنستر الابتدائية، ثم سمحت السلطات الإكوادورية للشرطة البريطانية بدخول السفارة واعتقاله مطلع شهر مايو/ أيار من العام ذاته، وحكمت محكمة بريطانية بحق أسانج بالسجن لمدة 50 أسبوعا.
وحينها، أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها اتهمت أسانج بالتآمر مع المخبر السابق لموقع "ويكيليكس" تشيلسي مانينغ، في اختراق شبكات أجهزة الكمبيوتر الحكومية ونشر وثائق عسكرية سرية.
"لن يتحمل التسليم"
صديقة أسانج، ستيلا موريس التي زارته في السجن السبت، قالت إنه "في وضع سيّئ جدا"، معتبرة أنه "لن يتحمل عملية تسليم، إنها خلاصة القاضية".
وأضافت: "يريد جوليان أن يكون قادرا على العودة إلى أستراليا ورؤية عائلته، والدته التي لم يرها منذ ثماني سنوات".
من جانبه، يرى رئيس تحرير موقع ويكيليكس كريستين هرافنسون أنه سيكون من "غير المنطقي" أن تتوصل المحكمة العليا في لندن إلى أي استنتاج غير تأكيد رفض تسليم أسانج إلى واشنطن.
وتظاهر المئات، السبت، حاملين لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "لا تسلموا أسانج" و"الصحافة ليست جريمة" أو "عشر سنوات هذا يكفي، أفرجوا عن أسانج الآن"، حيث تجمعوا أمام المحكمة العليا في لندن إلى جانب صديقته ستيلا موريس للمطالبة بالإفراج عنه.