جمعية الأمم المتحدة.. 4 محاور مشتركة بكلمات القادة
شهدت الجلسة في يومها الأول إشادات بمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، كما شهدت هجوما على التحركات الإيرانية والتركية بالمنطقة
شهدت أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية الـ75، الثلاثاء، إشادات واسعة بسلام الإمارات وإسرائيل، كما حملت كلمات الكثير من الزعماء تحذيرات لإيران وتركيا.
وعقدت أعمال الجمعية افتراضيا لأول مرة ضمن تداعيات فيروس كورونا، حيث دعا خلالها الأمين العام إلى مزيد من التعددية الدولية.
وشهدت الجلسة في يومها الأول إشادات بمعاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، كما شهدت هجوما على التحركات الإيرانية والتركية بالمنطقة.
التقرير التالي يرصد أبرز 4 محاور في كلمات الزعماء بالأمم المتحدة في دورتها السنوية الـ75.
سلام تاريخي يعزز الاسقرار
أثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال كلمته بالأمم المتحدة، على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، واصفا إياها باللحظات التاريخية.
وأكد ترامب، أن السلام من شأنه تعزيز فرص الاستقرار والازدهار بالشرق الأوسط.
من جانبه، رحب الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو باتفاقات السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وإسرائيل وما تمثله من تعزيز للاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي 15 سبتمبر/أيلول الجاري، وقعت الإمارات معاهدة سلام مع إسرائيل، فيما وقعت البحرين إعلان تأييد السلام، في حفل أقيم بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووقع المعاهدة عن الجانب الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعن الجانب البحريني وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، كما مثل إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويعتبر حفل السلام الأول بين إسرائيل ودول عربية منذ أكثر من 26 عاما حينما تم التوقيع على اتفاق أوسلو بالبيت الأبيض في ذات الشهر من عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
ونجحت الإمارات من خلال معاهدة السلام، في حماية حقوق الفلسطينيين الاقتصادية بشكل مباشر، من خلال وقف الضم الإسرائيلي لمناطق واسعة في الضفة الغربية.
نووي إيران
واستحوذ الملف النووي الإيراني على اليوم الأول لجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد الرئيس الأمريكي، أن بلاده تعمل على وقف البرنامج النووي الإيراني والتصدي للدول الراعية للإرهاب.
ودافع ترامب بقوة، خلال كلمته، عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، ووصفه بـ"الفاشل"، كما طالب الأمم المتحدة بالتركيز على قضايا الإرهاب في العالم.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال كلمته، رفض بلاده وبريطانيا وألمانيا لانتهاكات إيران لالتزاماتها الواردة بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده تؤيد الجهود الرامية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، ولفت ماكرون إلى أن "انتشار أسلحة الدمار الشامل هو أكبر تهديد للأمن العالمي".
من جانب آخر، حث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الامتناع عن أي تحركات أحادية الجانب من شأنها التسبب في صدامات عسكرية بين الدول الكبرى.
والأحد الماضي، أعلنت واشنطن، أن عقوبات الأمم المتحدة على إيران "دخلت مجددا حيز التنفيذ"، محذرة من "عواقب" في حال فشلت الدول الأعضاء في المنظمة الأممية بتنفيذ هذه العقوبات.
ووسط الإدانات الدولية للملف النووي الإيراني، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كعادته عن ذلك الإجماع، وكان وحده المدافع عن الحليف الإيراني في الأمم المتحدة.
وزعم أردوغان، خلال كلمته في الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن قضية برنامج إيران النووي يجب أن تحل بالحوار والدبلوماسية ووفقا للقانون الدولي، متجاهلا انتهاكات طهران للأعراف الدولية ومواصلة برنامجها النووي غير السلمي
انتهاكات تركيا
وكان للانتهاكات التركية وسياستها الخارجية حيز كبير من الإدانات، خلال اجتماع الأمم المتحدة، حيث حذر الرئيس الفرنسي، من استمرار تركيا في الاستفزازات بالمتوسط.
وتابع قائلًا: "على تركيا احترام سيادة الدول الأوروبية والقانون الدولي، موضحا أن هذا شرط للحوار معها".
كما أكد الرئيس الفرنسي أن "التدخلات الخارجية- على رأسها التركية- تفاقم تعقيد الأزمة في ليبيا".، وطالب ماكرون، تركيا بتقديم توضيحات بشأن تحركاتها في ليبيا وسوريا.
من جانبه، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رسم الخط الأحمر لتركيا مرة أخرى، خلال كلمته بالأمم المتحدة، مؤكدا أن بلاده ستتصدى لأي محاولات لاختراق الخط الأحمر سرت - الجفرة في ليبيا دفاعًا عن أمنها القومي.
وطالب السيسي، بضرورة العمل على محاسبة الدول التي تنتهك قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، في إشارة إلى الأزمة الليبية.
وأوضح الرئيس المصري، أن تداعيات الأزمة الليبية لا تؤثر على الداخل فقط وإنما على دول الجوار أيضًا.
وأشار إلى تمسك مصر بمسار التسوية السياسية في ليبيا برعاية الأمم المتحدة وعلى أساس اتفاق الصخيرات وإعلان القاهرة.
تداعيات كورونا
ومع استمرار تفشي الجائحة وبقاء قواعد الحجر الصحي في نيويورك معمولا بها، قرر قادة الأمم المتحدة عقد أعمال الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة افتراضيا للمرة الأولى.
حيث أكد أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة أن فيروس كورونا الذي لا تراه العين جعل العالم يسقط على ركبتيه، داعيا للاتحاد في مواجهة هذا الوباء.
من جانبه، طالب الرئيس الأمريكي، الأمم المتحدة بأن تحاسب الصين على أفعالها فيما يخص فيروس كورونا.
من جانب آخر، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن بلاده لا تعتزم الدخول في حرب "باردة أو ساخنة" مع أي دولة، مؤكدا أن بكين تسعى لحل أي خلافات عن طريق الحوار.
وشدد الرئيس الصيني، خلال كلمته، على ضرورة الاهتمام الدولي بالدول النامية، خاصة الأفريقية ومساعدتهم في تخفيف آثار فيروس كورونا.
وتعهد شي جين بينغ بتقديم الصين 50 مليون دولار لخطة الأمم المتحدة لمكافحة فيروس كورونا.
أما الرئيس البرازيلي أكد خلال كلمته، أن العالم يمر بأزمة حقيقية نتيجة جائحة فيروس كورونا، مشددا على أهمية تضافر الجهود لمواجهته.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الدول لن تستطيع مواجهة جائحة كورونا إلا من خلال التعاون الكامل فيما بينها.
ولفت إلى أن "التخلص من تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي سيستغرق وقتًا طويلًا".
وتابع الرئيس الروسي، خلال كلمته، قائلًا: "نجحنا في تسجيل أول لقاح مُضاد لفيروس كورونا في العالم ومستعدون لتوزيعه على كل الدول.. ومشاركة خبراتها في تطوير اللقاحات المضادة للفيروس مع دول أخرى.
بدوره، دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إلى "تعليق دفع فوائد الدين العام والخارجي لأفريقيا لمواجهة تداعيات وباء كوفيد-19 على اقتصادات دول القارة".
وأضاف، في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "الوباء يؤخر مشاريع التنمية في أفريقيا لأنه استدعى تخصيص موازنات كانت مخصصة في الأصل للمسكن والصحة والمياه والنظافة العامة والتعليم".
وتابع: "علينا مواجهة الفساد الذي يحرم شعوبنا من فرص وخدمات هي من حقها".
ودعا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إلى تمثيل أفريقيا بشكل أفضل في مجلس الأمن الدولي الذي "لا تعكس تشكيلته الحالية العالم الذي نعيش فيه".
وذكّر رامافوزا الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، في رسالة مسجّلة عبر الفيديو، بأن "جنوب أفريقيا تشغل حالياً مقعداً للعام الثاني، كعضو غير دائم في مجلس الأمن".
ويضم مجلس الأمن خمس دول دائمة العضوية عملا بمبدأ موروث من الحرب العالمية الثانية (الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا) وعشر دول أعضاء أخرى متناوبة ومنتخبة لولاية تمتدّ عامين.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز