اختطاف يضع الأمم المتحدة في مأزق.. أغلال الحوثي تصفد موظفًا جديدًا
اختبار جديد وجدت الأمم المتحدة نفسها أمامه، إثر اختطاف الحوثيين موظفا تابعا لها في صنعاء، مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت الهيئة الأممية ستتخذ خطوات فعالة لتُحرر رهائنها من بين أغلال المليشيات أم لا.
وقالت مصادر إعلامية إن مليشيات الحوثي اختطفت موظفا يدعى عبدالله البيضاني، ويعمل في مكتب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في صنعاء.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن البيضاني كان أحد المسؤولين في قسم المعلومات (IT) في مكتب المنظمة الأممية في العاصمة المختطفة صنعاء.
اختطاف رفع عدد موظفي الأمم المتحدة الذي اعتقلوا في الموجة الأخيرة إلى 14 موظفا إضافة إلى 4 موظفين آخرين مختطفين منذ عام 2021 وعام 2023، فيما وصل عدد العاملين في المنظمات المحلية والبعثات الدبلوماسية لنحو 60 عاملا، وفق لآخر التقديرات.
تحدٍّ أممي
وبحسب مراقبين، فإن واقعة الاختطاف الجديدة تعد بمثابة تحدٍ ورد صريح من المليشيات على دعوة المبعوث الأممي لدى اليمن هانس غروندبرغ في جلسة مجلس الأمن الأخيرة والتي تضمنت ضرورة «وقف الحوثيين للاعتقالات التعسفية الإضافية».
كما حث الوسيط الدولي، مليشيات الحوثي على «الإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة مختطفي موظفي الأمم المتحدة، وأعضاء المجتمع المدني، وموظفي البعثات الدبلوماسية، والعاملين في القطاع الخاص، وأفراد من الأقليات الدينية»، معتبرًا استمرار اختطافهم «يؤثر سلباً على الجهود الإنسانية الضرورية لليمنيين».
وبدأ ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين حملات اختطافات ضد موظفي المنظمات المحلية والدولية والأممية في يونيو/ حزيران الماضي، إذ زج بالعشرات بينهم 13 موظفا أمميا في معتقله الكائن في السبعين بصنعاء.
ولاحقا، أعقبت المليشيات قمعها غير المسبوق بنشر اعترافات قسرية لموظفين أمميين وفي بعثات دبلوماسية بتهمة «التجسس»، في خطوة استهدفت تبرير اختطافاتها ورفض تحركات أممية في دول إقليمية للإفراج عنهم.
كما أغلقت مليشيات الحوثي مكتب منظمة ألمانية، تزامنا مع اقتحام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في صنعاء ونهب محتوياته وعسكرته لعدة أيام، لكنها عادت لتسليم المبنى.
آليات الضغط
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قال إن الادعاءات الحوثية الأخيرة لعدد من الوكالات الأممية «زائفة ولا أساس لها من الصحة وتهدد سلامة موظفي الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين، وتعيق معالجة الوضع المزري في البلاد».
ورغم النداءات الأممية والمطالبات، توسع مليشيات الحوثي يوما بعد الآخر قمعها، مما بعث الكثير من الاستياء لدى عائلات وذوي الضحايا التي تتخذهم المليشيات رهائن للمساومة والابتزاز، منهم أكثر من 60 عاملا في منظمات محلية ودولية وبعثات ودبلوماسية و18 آخرين هم إجمالي موظفي مكاتب الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون، أن هذه الاختطافات تضع الأمم المتحدة أمام اختبار حقيقي يستدعي تفعيل آليات ضغط قصوى والعقوبات ضد القادة الحوثيين، لوقف مسلسل القمع الذي كسرت حصانتها ووضع المنظمة الدولية في مأزق كما حطم أعرافا مجتمعية ومساحة مشاركة سياسية ظلت معهودة وسائدة في الثقافة اليمنية.
aXA6IDMuMTQuMjUwLjE4NyA= جزيرة ام اند امز