الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر عرضة لتأثيرات تلوث الهواء عالميًا
كشفت دراسة حديثة أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة الأولى بوصفها الدولة الأكثر عرضة لتأثيرات تلوث الهواء على مستوى العالم.
وفقًا لتقرير صادر عن Healthnews. استند التقرير إلى تحليل بيانات من 175 دولة لتحديد المجتمعات الأكثر ضعفًا أمام الملوثات الجوية، حيث أشارت النتائج إلى أن أربعة من أصل سبع دول من مجموعة الدول السبع الكبرى (G7) تقع ضمن قائمة الخمسين الأكثر تأثرًا، مع تصدر الولايات المتحدة القائمة.
العوامل المؤثرة في الوضع الأمريكي
يعاني أكثر من ثلث الأمريكيين من مستويات غير صحية من تلوث الأوزون والجسيمات الدقيقة، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية الرئة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الولايات المتحدة من أعلى معدلات انتشار الأمراض التنفسية المزمنة عالميًا، حيث يتأثر بها أكثر من 35 مليون شخص، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو، وكلاهما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتلوث الهواء.
لا يقتصر الأمر على التلوث فقط، بل تساهم عوامل أخرى في زيادة هشاشة الوضع الصحي، مثل انتشار التدخين بين حوالي 11% من البالغين، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسرطانات المرتبطة بالرئة. كما أن نسبة كبار السن، الذين يمثلون حوالي خُمس السكان الأمريكيين، تزيد من التأثير السلبي لتلوث الهواء بسبب ضعف وظائف الرئة والأنظمة المناعية لديهم.
مقارنة مع الدول الأخرى
احتلت فرنسا المركز الثالث في القائمة، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع نسبة السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا (أكثر من 20%)، إلى جانب ارتفاع معدل التدخين (حوالي 25%). كما ضمت القائمة دولًا أخرى مثل أفغانستان، السودان، اليمن، سوريا، ومدغشقر، حيث تلعب عوامل محلية مثل الصراعات، انهيار البنية التحتية الصحية، والعادات الاجتماعية كالتدخين أو استخدام الوقود الحيوي دورًا كبيرًا في زيادة تأثر السكان بالتلوث.
لا يرتبط ترتيب الدول في التقرير بمستوى تلوث الهواء فقط، بل أيضًا بمدى تعرض السكان لأثاره الصحية، والذي يتأثر بعوامل مثل العمر، الحالة الصحية العامة، ومستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية. فعلى سبيل المثال، احتلت بنغلاديش المرتبة 150 رغم أنها الأكثر تلوثًا عالميًا عام 2023، وذلك بسبب انخفاض معدلات الأمراض المزمنة مقارنة بدول أكثر تطورًا مثل الولايات المتحدة وفرنسا.
يشير التقرير إلى أن الدول ذات الأنظمة الصحية الأكثر تطورًا والسياسات البيئية الأكثر صرامة قد تكون قادرة على تخفيف أثر التلوث على سكانها، مقارنة بدول أخرى ذات بنية تحتية ضعيفة. ومع ذلك، فإن العوامل المرتبطة بنمط الحياة الحديث وأمراض الرفاهية مثل السكري قد تزيد من تأثير التلوث على السكان في الدول المتقدمة.
aXA6IDMuMTUuMjIzLjE2MiA= جزيرة ام اند امز