تحليل مباراة البرتغال وأوروجواي.. كيف أفلت سانتوس من خطأ لا يغتفر؟
نجحت البرتغال في تأمين تأهلها إلى الدور التالي من كأس العالم لكرة القدم بعدما تغلبت على أوروجواي بهدفين نظيفين.
مباراة شهدت عدة أفكار فنية من مدربي المنتخبين، ومحاولات لتطبيق هوية لعب محددة، كما شهدت خطايا من الطرفين، بعضها قلب الأوضاع بالفعل على أرض الملعب.
ونجح برونو فرنانديز في تسجيل هدفي البرتغال في الدقائق 54 و93 من عمر المباراة، ليؤمن لمديره الفني فيرناندو سانتوس التأهل للدور المقبل، رغم عدم الإجادة التامة في إدارة المباراة.
هجوم بلا هوية
إن شاهدت إعادة لتلك المباراة، ستستنتج بسهولة أن البرتغال هي المستحوذة وأنها الأكثر ضغطًا وتبدو الأقرب للتسجيل، ولكن إن أمعنت في تفاصيل الحيازة على الكرة، ستجد أنها بلا طائل حقيقي لأغلب الوقت.
أتمت البرتغال 602 تمريرة طوال المباراة، أكثر بـ200 تمريرة من الأوروجواي التي بالكاد أكملت 98 تمريرة في الشوط الأول ولم يكن لها متنفس تمامًا في مجاراة رفاق رونالدو.
رغم ذلك، لا توجد فرصة محققة شديدة الخطورة يمكن أن نتذكر أنها هددت حارس المرمى روشيه.
في المقابل، كادت البرتغال أن تُعاقب من هجمة وحيدة للاعب الوسط الأوروجوياني رودريجيو بينتانكور، لولا تألق الحارس ديوجو كوستا.
تستمر البرتغال في نقل الكرة يمينًا ويسارًا، وربما يتحرك جواو فليكس وكريستيانو رونالدو لخلق بعض المساحات أو تسلم الكرة بشكل استباقي قبل خط دفاع أوروجواي، ولكن لا يوجد نسق ممنهج يمكن أن تصل إليه البرتغال إلى المرمى، باستثناء بعض التجليات المميزة لبرونو فيرنانديز الذي قد يصنع الفارق برؤية ثاقبة ينتج عنها صناعة هدف، أو ربما تخدمه الصدفة وتمر الكرة دون أن تلمس أحدًا بتجاه المرمى، كما حدث في الهدف الأول.
هوية البرتغال الحقيقية كمصدر للخطورة تكمن في الارتدادات السريعة، وهو وضع لم يسنح كثيرًا أمام أوروجواي، ولكنه كان عامل الحسم في المباراة السابقة ضد غانا في خلال 3 دقائق.
تعديل كارثي
المنطق يقول أن الفريق يمكن أن يتحسن أداؤه نتيجة تبديل لمديره الفني، ولكن ما حدث في هذه المباراة هو أن المدير الفني الأوروجوياني دييجو ألونسو قد دخل إلى أجواء المباراة من جديد بفضل تعديل كارثي قام به فيرناندو سانتوس.
أراد سانتوس في الدقيقة 69 أن يشرك رافايل لياو لتعزيز الهجوم، فقرر سحب روبن نيفيز، ليترك معركة نصف الملعب كهدية لنظيره ألونسو.
بدون مقدمات، تساوت الحيازة على الكرة في مجمل الشوط الثاني بعد أن كانت الغلبة لصالح البرتغال في معظم المباراة، واقتربت أوروجواي من تهديد مرمى ديوجو كوستا الذي أنقذ فرصة محققة في الـ20 دقيقة الأخيرة.
ولكن الاوروجواي لم تُوفق في العودة للمباراة، إذ أن سيناريوهات خطف المباريات على تلك التفاصيل الصغيرة لا تنتصر دومًا.
خطيئة كبرى
جيورجيان دي أراسكايتا لاعب أوروجواي لعب كبديل لمدة 28 دقيقة، وتحديدًا في الفترة التي انقلبت فيها دفة وسط الملعب، وصنع خطورة كبيرة للمنتخب اللاتيني.
ولعب أراسكايا عرضية صحيحة وأتم 16 تمريرة بشكل سليم كما صنع تمريرة مفتاحية سليمة لبناء هجمة خطرة لأوروجواي، وكانت اللقطة الأبرز هي الفرصة السهلة التي أضاعها، ولولاها لكان أصبح البديل الذهبي لمباريات الإثنين في المونديال.
ورغم أن العناصر الأساسية في خط الوسط أمثال فريدريجو فالفيردي ورودريجو بينتانكور تمتلك الجهد الوفير، فإن لا أحد منهم يمتلك الرؤية الهجومية التي قدمها صاحب الـ28 عامًا في الدقائق التي شارك فيها ضد البرتغال.