مساعدات أمريكا ومستقبل الحرب.. سباق أوكراني قبل يوم «النصر» الروسي
تسابق واشنطن الزمن لتوصيل الإمدادات العسكرية إلى الخطوط الأمامية للحرب، بعد أن وافق الكونغرس على تقديم مساعدات لأوكرانيا.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف تخطط كييف لاستخدام المساعدات الأمريكية؟ في وقت تواصل فيه روسيا حصد ثمار في أرض المعركة بعد سيطرتها على عدد من القرى الأوكرانية.
وبحسب ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن موسكو تخطط لدفع قواتها إلى أقصى حد ممكن داخل الأراضي الأوكرانية قبل 9 مايو/أيار الجاري، وهي ذكرى إعلان الاتحاد السوفياتي النصر على ألمانيا النازية عام 1945.
في المقابل، تكافح كييف للحفاظ على خطوط المقاومة وسط الهجوم الروسي الأخير.
وإلى أن وافق الكونغرس على إرسال المزيد من المساعدات كان الجنود الأوكرانيون يقننون بشدة استخدامهم للذخيرة. ووفق بعض الروايات كانوا يطلقون قذيفة واحدة فقط مقابل كل اثنتي عشرة قذيفة، أو نحو ذلك من جانب الروس.
ومع تأمين التمويل الأمريكي الجديد أخيرا، تطرح "فورين بوليسي" تساؤلات حول المعدات العسكرية التي ستطلبها كييف، وكيف يمكن أن يؤثر التقدم في ساحة المعركة على فرص الدبلوماسية؟
تساؤلات أجاب عنها دميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكراني، في مقابلة له طالعتها "العين الإخبارية" في مجلة "فورين بوليسي".
كوليبا وفي معرض رده على سؤال حول تأثير إقرار حزمة المساعدات الأمريكية على الروح المعنوية في بلاده، قال :"لقد كانت بالتأكيد بمثابة دفعة للروح المعنوية بين الجنود الأوكرانيين، وكذلك بين أفراد الشعب".
لكن من وجهة نظر الوزير "لو كانت الحزمة التي تم الإعلان عنها مباشرة بعد اعتماد القانون تحتوي على بطارية من صواريخ باتريوت، لكان هذا التعزيز أقوى بين الناس، لأن الأوكرانيين هم الأكثر معاناة من الهجمات الصاروخية الروسية".
الحزمة والاستراتيجية العسكرية
وعن مدى تغيير حزمة المساعدات الأمريكية لاستراتيجية أوكرانيا العسكرية، لفت وزير الخارجية إلى وجود فجوة زمنية بين الإعلان عن الحزمة واللحظة التي يكون فيها لدى رجل المدفعية الأوكراني المزيد من القذائف للرد على الروس.
"لحظةٌ لم تأت بعد" -حسب كوليبا- "لأن كل ما تم الإعلان عنه لا يزال في الطريق. وبالتالي في هذه الفجوة الزمنية قد تحدث أشياء سيئة، مثل تقدم القوات الروسية على الأرض".
ولذلك فإن ما يهم أوكرانيا ليس فقط كمية ونوعية ما يتم تقديمه، بل أيضا الجدول الزمني.
وفي هذا الصدد، أضاف كوليبا "من المؤسف أن عليّ أن أعترف بأن حلفاء أوكرانيا متأخرون عن الجدول الزمني، على الرغم من الجهود التي يبذلونها، ومنهم من يبذل جهدا كبيرا، ولكن عندما أنظر إلى ما حققته روسيا في استعادة إنتاج القاعدة الصناعية للمدافعين عنها، وما حققه الغرب برمته حتى الآن، يتعين علينا أن نواجه الحقيقة وندرك أن موسكو أكثر فاعلية في جهودها الحربية".
حقيقةٌ دفعت الوزير الأوكراني إلى إثارة سؤال أكثر جوهرية بالنسبة للغرب. وهو أنه "إذا لم يكن باستطاعته أن يكون فعالا بما فيه الكفاية في هذا المجهود الحربي بالتحديد، فإلى أي مدى يمكن أن يكون فعالا إذا اندلعت حروب وأزمات أخرى بنفس الحجم؟
الأسلحة التي تريدها أوكرانيا
وفيما يتعلق بأنواع الأسلحة التي تعطيها الأولوية للمساعدات المعتمدة حديثا، شدد كوليبا على الحاجة لـ:
- ذخيرة مدفعية لخط المواجهة لوقف تقدم روسيا.
- أنظمة دفاع جوي.
- أنظمة اعتراضية للصواريخ لمنع سقوط الصواريخ الروسية على رؤوس الأوكرانيين وعلى البنية التحتية للطاقة.
- التشويش اللاسلكي لأن الحرب الحديثة هي إلى حد كبير حرب الطائرات دون طيار والبرمجيات.
- وفرة من الحرب الإلكترونية لمحاربة هذه الأسلحة الحديثة والمتطورة.
هل تقلق أوكرانيا من ترامب؟
ومن القلق من ساحة المعركة إلى القلق من مسألة رئاسة دونالد ترامب المحتملة، ردّ وزير خارجية كييف "أنا أوكراني أذهب إلى فراشي في المساء ولا أعرف ما إذا كان صاروخ روسي سيضرب منزلي ليلا. ما هو الواقع الذي سأستيقظ فيه؟ يشعر الملايين من الأوكرانيين بنفس الشيء. لذا فإن آخر ما يقلقني هو نتائج الانتخابات في بلدان أخرى، حتى في أهم حليف لنا، الولايات المتحدة".
وتابع "ليس لأنني لا أحترم أو أتجاهل التطورات السياسية. ذلك فقط لأن الحياة علمتنا أن نكون مستعدين لأي سيناريو، وأن نبقى على قيد الحياة وننتصر تحت أي ظرف من الظروف".
aXA6IDMuMTQxLjIxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز