كاليكست.. هل يتجرع ترامب كأس الانفصال الـ"رائع" بكاليفورنيا؟
مع مباركة ترامب لخروج بريطانيا ودعوة ولاية كاليفورنيا الأمريكية للانفصال عن الولايات المتحدة، هل سيتجرع ترامب من نفس الكأس؟
"طلاق بريطانيا من أوروبا أمر رائع" تصريح أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم لمساعي رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر صحفي جرى بينهما أمس الجمعة خلال الزيارة الرسمية الأولى لماي في عهد ترامب.
ترامب جدد تأكيد دعمه و"مباركته" لقرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالقول "إن بريطانيا حرة ومستقلة" وإنها "تشكل نعمة للعالم" في إيطار ما أسماه "علاقة خاصة جدا بين البلدين"، وأكد كل من ترامب وماي أنهما سيعملان على تعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا.
إلا أن ذلك الخروج كلف بريطانيا خسائر كبيرة اقتصاديا تمثلت في هبوط قيمة الجنيه الإسترليني الى أقل مستوى له خلال 31 عاما، بحسب ما ذكره موقع بلومبيرج الأمريكي.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد، في بداية أسبوعه الثاني قد يتذوق من نفس الكأس، حيث أعلنت ولاية كاليفورنيا أنها سمحت لحملة تطالب بالاستقلال عن الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان "كاليفورنيا وطنا" والتي استطاعت جمع أكثر من 586 ألف توقيع من أصل 600 ألف لإدراج المطلب بشكل رسمي.
وأشار تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أنه في حالة استقلال ولاية كاليفورنيا وتحولها إلى دولة، فإنها قد تحتل المركز السادس في ترتيب القوى الاقتصادية العالمية، بوجود ما يعرف "بالسيليكون فالي" أو وادي السيليكون، والتي تعد مركزا عالميا لصناعة وتصميم التكنولوجيا الحديثة حول العالم.
وأشارت دراسة قامت بها جمعية الإلكترونيات الأمريكية في 2015 أن ولاية كاليفورنيا وحدها تشكل أكثر من 46% من الاستثمارات الدولية في مجال التكنولوجيا حول العالم، وتحتوي على مقار 39 شركة من كبرى شركات التكنولوجيا حول العالم، مثل أبل ومايكروسوفت وأوراكل وتيسلا وأنتل، والمدرجة في مؤشر "فورتشون 100" لأعلى 100 شركة تكنولوجيا دخلا في العالم.
وتعد كاليفونيا أيضا مركزا مهما لتطوير التكنولوجيات الخاصة بالحماية من الهجمات الإلكترونية والقرصنة، حيث أشار تقرير أعده مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي على أهمية تعاون إدارة ترامب مع "سيليكون فالي" لمنع ومواجهة التهديدات التي قد تتعرض لها ممن كل من روسيا والصين، وشدد على أهمية إعادة بناء الثقة بين ترامب وشركات التكنولوجيا في كاليفورنيا لمجابهة الهجمات والاختراقات الإلكترونية.
وتشير جميع تلك الدلائل الى أن ترامب سيخسر كثيرا، اقتصاديا وأمنيا، بسبب تزياد زخم المطالبة بالخروج من الولايات المتحدة، لكن هناك بعدا آخر يدفع ذلك الخروج ألا وهو البعد الاجتماعي، حيث إن ولاية كاليفورنيا هي ولاية ليبرالية، تحمي حقوق الحرية الشخصية والتعبير وتشجع التنوع العرقي والثقافي والديني على عكس ما يدعو إليه ترامب من منع للمهاجرين ومصادرة للحريات باسم "جعل أمريكا عظيمة مجددا".
والجدير بالذكر أنه في حالة جميع التوقيعات المطلوبة لخروج كاليفورنيا، سيتعين إجراء استفتاء في 2019 لتحديد ما إذا كان الناخبون الأمريكييون سيؤيدون استقلال ولاية كاليفورنيا، وبالرغم من ضآلة ذلك الاحتمال، نظرا لأن الدستور الأمريكي ينص على أنها جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة، إلا أن العقبات القانونية والمالية واللوجستية قد تعرقل أو تمنع عملية الانفصال عن الولايات المتحدة.