أمريكا والصين تقتربان من إتمام بعض بنود اتفاق التجارة
مكتب الممثل التجاري الأمريكي قال إن كبار المفاوضين سيجرون مكالمة أخرى في المستقبل القريب لإتمام باقي بنود الاتفاق.
قال مكتب الممثل التجاري الأمريكي إن مسؤولي التجارة الأمريكيين والصينيين "قريبون من وضع اللمسات الأخيرة" على بعض أجزاء اتفاق تجارة بعد مناقشات هاتفية رفيعة المستوى الجمعة، مضيفا أن المناقشات على مستوى النواب ستمضي "باستمرار".
وفي بيان أصدره بعد المكالمة، لم يقدم الممثل التجاري الأمريكي أي تفاصيل عن النقاط التي شهدت تقدما.
وأوضح: "حققنا اختراقا في قضايا محددة، والجانبان يقتربان من وضع اللمسات الأخيرة على بعض أجزاء الاتفاق.. المناقشات ستتواصل على مستوى النواب، وسيجري كبار المفاوضين مكالمة أخرى في المستقبل القريب".
جاء ذلك بينما تعمل واشنطن وبكين على بلورة نص "المرحلة الأولى" من اتفاق تجارة أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 11 أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول ترامب إنه يأمل في توقيع الاتفاق مع رئيس الصين شي جين بينغ الشهر المقبل خلال قمة في تشيلي.
وقال أشخاص جرى اطلاعهم على سير المفاوضات لرويترز إنه كان من المتوقع أن تطلب بكين إلغاء بعض الرسوم الجمركية الأمريكية المزمعة والقائمة على واردات صينية خلال المكالمة.
في المقابل، كان من المتوقع أن تتعهد الصين بزيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية.
ويحاول أكبر اقتصادين في العالم تهدئة حرب تجارية مستمرة منذ قرابة 16 شهرا تكدر صفو الأسواق المالية وتعطل سلاسل الإمداد وتبطئ نمو الاقتصاد العالمي.
وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ العام الماضي مواجهة تجارية تتمثل في تبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من التبادل التجاري بين البلدين.
وقال ترامب للصحفيين بالبيت الأبيض: "يريدون إبرام اتفاق بشكل ملح للغاية.. من المقرر أن يشتروا منتجات زراعية أكثر بكثير من تصور أي أحد".
وحتى الآن، لم يوافق ترامب سوى على إلغاء زيادة كانت مقررة في 15 أكتوبر/تشرين الأول في الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 250 مليار دولار في إطار تفاهمات تم التوصل إليها بشأن مشتريات زراعية ومزيد من انفتاح أسواق الخدمات المالية الصينية وتحسين قواعد حماية حقوق الملكية الفكرية واتفاقية عملة.
لكن مصدرين في الولايات المتحدة قالا لرويترز إنه لإبرام الاتفاق، من المتوقع أن تطلب بكين من واشنطن التخلي عن عزمها فرض رسوم جمركية على بضائع صينية بقيمة 156 مليار دولار تشمل الهواتف المحمولة والكمبيوتر واللُعب في 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقال أحد المصدرين إن من المرجح أن تسعى بكين أيضا لإزالة رسوم جمركية بنسبة 15% فُرضت في أول سبتمبر/أيلول الماضي على بضائع صينية بحوالي 125 مليار دولار.
وفرض ترامب الرسوم في أغسطس/آب الماضي بعد فشل جولة محادثات، ليجعل الرسوم العقابية تستهدف تقريبا جميع واردات الولايات المتحدة من الصين البالغة قيمتها 550 مليار دولار.
وقال المصدر: "يريد الصينيون العودة إلى رسوم جمركية تقتصر على البضائع الأصلية التي قيمتها 250 مليار دولار".
وقال ديريك سيسورز، الباحث المقيم وخبير شؤون الصين لدى المعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة في واشنطن، إن الهدف في الأساس من محادثات أوائل أكتوبر/تشرين الأول كان الانتهاء من نص يتعلق بالملكية الفكرية والزراعة وفتح السوق لتمهيد الطريق أمام تأجيل رسوم 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأضاف: "من الغريب أن (الرئيس) كان متفائلا جدا مع ليو خه (نائب رئيس الوزراء الصيني) وما زلنا حتى الآن لا نرى سحبا لطرح فرض رسوم 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل".
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الأسبوع الماضي إنه لم تتخذ أي قرارات بشأن رسوم 15 ديسمبر/كانون الأول، لكنه أضاف: "سنتناول ذلك مع تواصل المناقشات".
وقال ليو هي، نائب رئيس الوزراء الصيني، الأسبوع الماضي، إن الصين ستعمل مع الولايات المتحدة لمعالجة المخاوف الأساسية لكل من الطرفين على أساس المساواة والاحترام المتبادل، وإن وقف الحرب التجارية سيكون أمراً طيباً للبلدين والعالم.
وأضاف ليو، وهو أيضاً المفاوض الرئيسي في المحادثات التجارية، خلال مؤتمر للواقع الافتراضي في مدينة نانتشانج عاصمة إقليم جيانغشي جنوب شرق الصين: "إن الجانبين حققا تقدماً كبيراً في مجالات كثيرة ووضعا أساساً مهماً للتوقيع على اتفاق مرحلي".
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز