أرض الأحلام تلفظ أبناءها.. «عدم اليقين» يدفع الأمريكيين إلى الهجرة
في الوقت الذي يُنظر فيه للولايات المتحدة بوصفها «حلم» الملايين حول العالم ممن يريدون الهجرة إليها، يريد عدد متزايد من مواطنيها هجرها.
ونقل موقع "بيزنس إنسايدر" عن إحدى الشركات الاستشارية في مجال الهجرة الاستثمارية أنها تشهد أعدادا قياسية من الأمريكيين الأثرياء الذين يبحثون عن طرق للحصول على حقوق الإقامة في الخارج أو جنسيات إضافية.
زيادة معدل الاستفسار
وقال مهدي قادري، رئيس قسم أمريكا الشمالية في شركة هينلي آند بارتنرز، في تقرير الثروة الأمريكية لعام 2024 الصادر عن الشركة، إن العام الماضي شهد عددا أكبر من الأمريكيين الذين يستفسرون عن الإقامة والمواطنة عن طريق الاستثمار أكثر من أي عام آخر، متجاوزا الرقم القياسي المسجل في عام 2022.
وقالت الشركة أيضا إنها استقبلت عددا أكبر من المتقدمين للحصول على الإقامة والمواطنة عن طريق برامج الاستثمار من قبل مواطنين أمريكيين أكثر من أي جنسية أخرى.
وقال دومينيك فوليك، رئيس عملاء القطاع الخاص في الشركة، إن حقوق المواطنة والإقامة البديلة هي "بوليصة التأمين النهائية" ضد الشكوك الاقتصادية والسياسية.
وتعتمد الشركة الطريق الأكثر شعبية لعملائها الأمريكيين، وهو برنامج تصريح الإقامة الذهبية في البرتغال، وهو برنامج إقامة عن طريق الاستثمار للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، والمعروف باسم التأشيرة الذهبية.
ويسمح هذا النظام للمستثمرين بالعيش والعمل في البرتغال والسفر دون تأشيرة داخل منطقة شنغن على مستوى الاتحاد الأوروبي إذا قاموا بتحويل ما لا يقل عن 500000 يورو، أي ما يوازي 542000 دولار إلى صناديق الاستثمار المؤهلة.
وقالت شركة هينلي آند بارتنرز إن البرامج التي تقدمها مالطا وإسبانيا واليونان وإيطاليا تحتل أيضا مرتبة عالية في قوائم المواطنين الأمريكيين.
ويشير التقرير إلى أن هذه البرامج تسمح للأمريكيين الأثرياء بالعيش في الولايات المتحدة كمقر إقامتهم الرئيسي، ولكنهم سينتقلون "في أي وقت".
أبرز الأسباب
وقالت الشركة إن الأسباب، التي تجعل الأمريكيين يسعون للهجرة من خلال الاستثمار، تشمل تخفيف المخاطر السياسية، والحصول على شبكة أمان وسط الصراعات الدولية، وخلق فرص عمل في الخارج، وخفض الضرائب.
وقال قادري في التقرير إنه مع وصول الانقسامات السياسية والتوترات المجتمعية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، يقوم المستثمرون ورجال الأعمال والأسر الثرية الأمريكية بالتحوط بشكل متزايد في رهاناتهم، ويسعون للحصول على جنسية احتياطية أو إقامة في الخارج، مما يشير إلى تراجع الثقة بالتوقعات المحلية.
ويشير قادري إلى أنه من المتوقع زيادة الطلب في العام الحالي 2024، حيث يسعى المزيد من الأفراد ذوي الثروات العالية مع اختلاف الانتماء السياسي للتحوط من حال عدم اليقين.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز