أمريكا على شفير حرب أهلية.. كتاب جديد يطلق إنذارا مخيفا

حذرت باربرا والتر، التي أمضت أكثر من 30 عاما في دراسة الحروب الأهلية حول العالم، من أن أمريكا تقف على شفير حرب أهلية.
ووفقا لموقع "ياهو"، الأمريكي تحدد عالمة السياسة والأستاذة في جامعة كاليفورنيا، في كتابها: (كيف تبدأ الحروب الأهلية: وكيف نوقفها)، الذي صدر الشهر الجاري، عوامل تنذر بوقوع حرب أهلية، وتشرح بقدر من التفصيل الطرق التي تظهر بها أمريكا تلك العلامات التحذيرية.
وأضافت والتر أن أحد أفضل العوامل التي تنبئ بالحرب الأهلية هو ما إذا كانت الدولة تتجه نحو الديمقراطية أو تبتعد عنها، وإذا كان بلد ما "أنوقراطي"، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى البلدان التي ليست ديمقراطية بالكامل أو استبدادية بالكامل ولكن في مكان ما بينهما، فمن المرجح أن يتجه للعنف بشكل أكبر من كل من الأنظمة الاستبدادية أو الديمقراطيات الكاملة.
وترى والتر أن أمريكا تحولت اليوم إلى دولة "أنوقراطية" للمرة الأولى منذ أكثر من 200 عام وفق مقياس "مشروع بوليتي"، وهي منظمة غير ربحية تقيس مدى ديمقراطية الدولة أو استبدادها.
وقالت والتر إن تراجع البلاد على مقياس الديمقراطية بدأ مع انتخابات عام 2016، التي قال مراقبون إنها شابتها نزاعات سياسية وتدخل روسي.
وترى أن التراجع ازداد بصورة أوسع نطاقا خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، عندما اتسعت السلطات التنفيذية ورفض الرئيس التعاون مع تحقيق الكونجرس الأول بشأن عزله. ثم تراجعت مرة أخرى بعد "تمرد" 6 يناير.
وتشير باربرا إف والتر إلى ظاهرة تُعرف باسم "خفض التصنيف" كإجراء تنبؤي آخر، ويشير إلى فقدان المجموعة المهيمنة لمكانتها في المجتمع.
وتقول: "كان الناس على الأرجح يقاتلون بشكل خاص تفلت السلطة من بين أيديهم".
وقالت والتر إن "خفض التصنيف" يمكن أن ينطبق على جميع أنواع الجماعات: "غنية أو فقيرة، مسيحية أو مسلمة، بيضاء أو سوداء"، لكن المفتاح الأساسي هو أن المجموعة تشعر "بانقلاب الوضع"، وليس مجرد هزيمة سياسية.
وتستشهد والتر بالاستياء العنصري بين البيض الذين يعتقدون أن الأمريكيين ذوي البشرة السمراء، أو مجموعات الأقليات الأخرى باتوا الآن يتلقون معاملة تمييزية غير عادلة وأنهم تراجعوا إلى المرتبة الثانية.
كما تشير إلى تركيز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على مظالم الطبقة العاملة من البيض، ومحاولاته لمناشدة أولئك الذين يشعرون أنهم فقدوا شيئا ما، كما يتضح من شعاره "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وتختتم باربرا إف والتر قائلة في كتابها: "أين أمريكا اليوم؟ نحن جماعة أنوقراطية فئوية تقترب بسرعة من مرحلة التمرد المفتوح، مما يعني أننا أقرب إلى الحرب الأهلية أكثر مما يود أي منا تصديقه".
وتوضح والتر أن الحرب الأهلية اليوم قد تبدو مختلفة عما كانت عليه في الماضي. وتشير إلى أمثلة محددة من العنف، مثل مؤامرة متطرفين لاختطاف حاكمة ميتشجن، جريتشن ويتمير، والتمرد في مبنى الكابيتول كمؤشرات على أن بعض الجماعات على الأقل مستعدة بالفعل للتحرك نحو العنف.