محادثات سرية بين أمريكا والصين للسيطرة على «الذكاء الاصطناعي»
أجرت شركات ذكاء اصطناعي أمريكيه محادثات سرية مع خبراء القطاع في الصين، بهدف مناقشة المخاطر الناجمة عن التكنولوجيا الناشئة وكيفية السيطرة عليها.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، قامت شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكيه "أوبن إيه آي"، و"أنثروبي" و"كوهير" بإجراء محادثات سرية مع خبراء الذكاء الاصطناعي الصينيين، وسط مخاوف مشتركة بشأن الكيفية التي قد تنشر بها التكنولوجيا القوية معلومات مضللة على نحو يهدد التماسك الاجتماعي.
ووفق الصحيفة، عُقد اجتماعان في جنيف في شهري يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي حضرهما علماء وخبراء سياسة من مجموعات الذكاء الاصطناعي في أمريكا، إلى جانب ممثلين عن جامعة تسينغهوا وغيرها من المؤسسات الصينية، وذلك وفقًا للعديد من المصادر المطلعة.
وقال الحاضرون إن المحادثات سمحت للجانبين بمناقشة المخاطر الناجمة عن التكنولوجيا الناشئة وتشجيع الاستثمارات في أبحاث سلامة الذكاء الاصطناعي وأن الهدف النهائي هو إيجاد مسار علمي للأمام لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا بأمان.
وأشار أحد الأشخاص الحاضرين في المحادثات إلى أنه لا توجد طريقة أخرى لوضع معايير دولية حول سلامة الذكاء الاصطناعي ومواءمته دون الاتفاق بين هذه المجموعة من الجهات الفاعلة. وإذا وافقوا، فسوف يكون من الأسهل تحقيق الأهداف.
وتعد المحادثات التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا علامة نادرة على مستوى التعاون الصيني الأمريكي وسط سباق على التفوق بين القوتين الرئيسيتين في مجال التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي، لكن موضوع سلامة الذكاء الاصطناعي أصبح نقطة اهتمام مشترك بين مطوري التكنولوجيا في كلا البلدين، نظرا للمخاطر الوجودية المحتملة على البشرية.
وتم ترتيب اجتماعات جنيف بمعرفة البيت الأبيض وكذلك مسؤولي الحكومتين البريطانية والصينية، وفقًا لمفاوض حاضر رفض الكشف عن اسمه.
الصين تدعم حوكمة الذكاء الاصطناعي
وقالت السفارة الصينية في المملكة المتحدة إن الصين تدعم الجهود المبذولة لمناقشة حوكمة الذكاء الاصطناعي وتطوير الأطر والقواعد والمعايير اللازمة على أساس توافق واسع النطاق.
وتشير السفارة إلى أن الصين مستعدة لإجراء الاتصالات والتبادل والتعاون العملي مع مختلف الأطراف بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، وضمان تطور الذكاء الاصطناعي بطريقة تؤدي إلى تقدم الحضارة الإنسانية.
وعقدت هذه المحادثات مجموعة "الشيخ" (The Shaikh Group) وهي منظمة وساطة خاصة تعمل على تسهيل الحوار بين الجهات الفاعلة الرئيسية في مناطق الصراع، وخاصة في الشرق الأوسط.
وقال سلمان شيخ، الرئيس التنفيذي للمجموعة"لقد رأينا فرصة للجمع بين الجهات الفاعلة الأمريكية والصينية الرئيسية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: "كان الهدف الرئيسي هو التأكيد على نقاط الضعف والمخاطر والفرص المصاحبة للتوسع في نماذج الذكاء الاصطناعي المشتركة في جميع أنحاء العالم وإن إدراك هذه الحقيقة يمكن أن يصبح حجر الأساس للعمل العلمي التعاوني، مما يؤدي في النهاية إلى معايير عالمية حول سلامة نماذج الذكاء الاصطناعي".