الانتخابات الأمريكية.. محطات في سباق رئاسي «خارج عن المألوف»
انسحاب مبكر، ومناظرتان مثيرتان للجدل، ومحاولتا اغتيال، وغيرها من العلامات البارزة في الانتخابات الأمريكية لعام 2024.
ومع اقتراب اليوم الانتخابي المقرر بعد غدٍ الثلاثاء، يعمل كلٌّ من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، جاهدين لإقناع الناخبين المترددين.
- 7 ولايات تحدد الساكن الجديد للبيت الأبيض.. ما هي؟
- حتى لو خسرت أصوات الناخبين.. كيف تفوز برئاسة أمريكا؟
وعقد ترامب تجمعا انتخابيا كبيرا في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك، اتهم خلاله منافسته بـ"تدمير البلاد"، وقدم نفسه على أنه المنقذ أمام حشد ضم نحو 20 ألف شخص.
وبعد يومين، تحدثت هاريس أمام حشد كبير في العاصمة واشنطن، في المكان نفسه الذي خاطب فيه المرشح الجمهوري مؤيديه قبل مهاجمتهم لمبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021، ووعدت بكتابة "فصل جديد".
وبعيدا عن دعاية "النفس الأخير"، نعيد تسليط الضوء على محطات رئيسية وصفتها "رويترز" بأنها "خارجة عن المألوف".
منافسات دون منافس
انطلق السباق نحو البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، حيث لم يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، أي منافسة جدية في الحزب الديمقراطي، وفرض نفسه بسهولة رغم حملات الاعتراض على دعمه للحرب الإسرائيلية على غزة.
في المقابل، وفي المعسكر الجمهوري شكّلت سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي منافسة نسبية لدونالد ترامب، إلا أن الأخير حقق نجاحًا كاسحًا.
اتهامات بتسييس القضاء
وبعد 3 أشهر من انطلاق السباق، وتحديدًا في أبريل/ نيسان، شهدت نيويورك أول محاكمة جنائية لترامب، وانتهت بعد أسابيع بإدانته بتهمة دفع أموال بشكل سري لنجمة أفلام إباحية خلال حملته الانتخابية في 2016.
ورغم هذا الحكم غير المسبوق، والاتهامات الجنائية الثلاث الأخرى الموجهة إليه، لم تتأثر شعبيته بين أنصاره الذين ينددون على غراره بتسييس القضاء.
وبدأ الديمقراطيون بوصفه بأنه "مجرم مدان"، إلا أن المحكمة العليا خففت من الملاحقات الجنائية ضده خلال الصيف، وألغت الاتهامات الموجهة إليه في فلوريدا، فيما أرجأ القاضي الذي يرأس محاكمته في نيويورك إصدار الحكم إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.
خلط أوراق الديمقراطيين
مثّل يوم السابع والعشرين من يونيو/ حزيران محطة بارزة في هذا السباق، إذ شهد هذا اليوم أول مناظرة رئاسية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وترامب، وقد كانت بمثابة إخفاق مدوٍّ للرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عامًا بسبب تلعثمه وعدم تركيزه في بعض المداخلات.
وبعد انتهاء المناظرة، سادت حالة من الذعر في المعسكر الديمقراطي، وبدأت تصدر أولى الدعوات المطالبة بانسحاب بايدن من السباق.
دماء على طريق البيت الأبيض
وفي سابقة نادرة، تعرض ترامب في الثالث عشر من يوليو/ تموز لمحاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسيلفانيا. ونتج عن الحادث إصابة طفيفة برصاصة في الأذن، إلا أن صور الحادث، التي ظهر فيها ترامب رافعًا قبضته والدم يسيل على وجهه، زادت من شعبيته بين أنصاره المتحمسين، وتم اختياره رسميًا بعد أيام قليلة مرشحًا للحزب الجمهوري خلال المؤتمر العام للحزب في ميلووكي.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أوقف جهاز "الخدمة السرية"، مشتبها بتنفيذه محاولة مفترضة لاغتيال ترامب، الذي كان يلعب الغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا.
بايدن يدعم هاريس
وفي ظل سياسة الضغط القصوى، أعلن بايدن في 21 يوليو/ تموز انسحابه من سباق الانتخابات، مقدمًا دعمه لنائبته كامالا هاريس، لينهي بذلك حالة الجدل التي استمرت لأسابيع حول قدراته الجسدية والذهنية.
وفي وقت وجيز، حصدت هاريس دعم كبار الشخصيات الديمقراطية، وفرضت نفسها مرشحة للحزب، ما أثار حماسة كبيرة.
وأعاد دخول نائبة الرئيس ذات الأصول الجامايكية والهندية، التي تصغر ترامب بحوالي عشرين عامًا، خلط أوراق السباق الرئاسي كليًا، وأحدث هزة داخل صفوف المعسكر الجمهوري.
مناظرة تصحيح المسار
وبعد دخول هاريس السباق رسميًا، ترقّب الجميع مناظرتها أمام ترامب، خاصةً وأنها تمثل "تصحيح المسار" بالنسبة للديمقراطيين. وفي العاشر من سبتمبر/ أيلول، تواجه ترامب وهاريس في مناظرتهما الوحيدة.
واتفق المراقبون عمومًا على أن هاريس تفوقت على منافسها الجمهوري، حيث هاجمته في مواضيع تمس غروره، مثل عدد المشاركين في تجمعاته الانتخابية أو سمعته الدولية.
أما ترامب، فاكتفى بشن هجمات اعتيادية، لاسيما في ملف الهجرة، متهمًا منافسته بأنها "ماركسية". وبعد انتهاء المناظرة، انتقد الصحفيين الذين أداروا النقاش، مشككًا في حيادهم.