«البولنديون».. سلاح ترامب وهاريس لتحريك «حزام الصدأ»
دونالد ترامب وكامالا هاريس يوجهان بوصلتهما نحو الناخبين الأمريكيين من أصول بولندية أملا في تحريك «حزام الصدأ».
و«حزام الصدأ» يضم مناطق في شمال أمريكا، ويقف بمحور التناظر مع «حزام الشمس» جنوبها، وهما موضع تنافس لأي رئيس يود الفوز بالانتخابات الرئاسية، حيث تقع عدة ولايات متأرجحة مهمة في هاتين المنطقتين.
- ترامب يُعقب على مقتل السنوار و«يصدم» زيلينسكي
- الصمت يعني التأثير.. قضية تهز سفينة ترامب بـ«وثائق الكابيتول»
والفوز بعدد من الولايات المتأرجحة في هذه المناطق يعتبر مفصليا للحصول على مفاتيح البيت الأبيض.
وبينما ينقسم أغلب ولاء الولايات السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تبقى عدة ولايات متذبذبة الولاء متأرجحة بينهما، وما يؤكد أهميتها هو أنها تكون هي الفاصلة.
الناخبون البولنديون
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأمريكية، تتحول أصوات الناخبين إلى ساحة معركة بين المرشحين، فمن يستطيع ضبط المزاج؟
وفي هذا الصدد، ترى مجلة "فورين بوليسي" أن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 قد تكون أكثر اقتراع يتقارب فيه المرشحان في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
ولذلك - تقول المجلة- "لا ينبغي أن يكون مفاجئا أن يتطلع كل من هاريس وترامب إلى جذب انتباه ودعم ناخبي أوروبا الوسطى والشرقية متعدد الأجيال، وخاصة الأمريكيون من أصل بولندي الذين يعيشون في الولايات المتأرجحة لحزام الصدأ".
ووفق ما طالعته " العين الإخبارية" في المجلة الأمريكية، كان الديمقراطيون أول من خاطب الأمريكيين البولنديين عندما واجهت هاريس ترامب خلال مناظرة سبتمبر/أيلول الماضي.
وشرحت هاريس لـ800 ألف ناخب بولندي أمريكي في بنسلفانيا المتأرجحة ما سيكون عليه الموقف في حالة توسع حرب روسيا في أوكرانيا إلى بلدان مثل بولندا.
وكأنها أرادت أن تقول "إذا عاد ترامب إلى السلطة، فسيبيع أوكرانيا ويضع بقية أوروبا، بدءا من بولندا، للخطر".
لكن ترامب يشن "هجوما معاكسا" يمكن أن تكلف أصوات هاريس في العديد من مقاطعات ساحة المعركة.
ففي منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دعا إلى إخبار المجتمعين في الذكرى السنوية الثمانين للكونغرس البولندي الأمريكي (PAC) أن البولنديين شعب شجاع.
وقال "ستكون بولندا آمنة دائما طالما أنا رئيس، يمكنني إخبارك بذلك. ولم تكن روسيا لتغزو أوكرانيا أبدا لو كنت رئيسا."
وعليه، ترى "فورين بوليسي" أن مجرد "الادعاء" بأن ترامب سيتخلى عن بولندا وأوكرانيا، كما جادلت هاريس، لن يكون كافيا.
فمن أجل إقناع الناخبين في ميشيغان وبنسلفانيا، تحتاج هاريس- وفق المجلة-إلى معالجة العديد من سياسات إدارة الرئيس جو بايدن "التي كلفت الآلاف من الأرواح الأوكرانية، وتقديم قضية مقنعة بأنها ستتصرف بشكل مختلف".
مقياس الانتخابات
تشير فورين بوليسي، إلى أنه لطالما كان يُنظر إلى مقاطعة ماكومب في ميشيغان، شمال ديترويت، على أنها مقياس للانتخابات الأمريكية بسبب سكانها من الطبقة العاملة البيض تاريخيا مع عضوية نقابية قوية نابعة من روابط المنطقة بصناعة السيارات.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، فاز دونالد ترامب على جو بايدن في ماكومب بـ39,911 صوتا، لكنه خسر ميشيغان بـ154,188 صوتا.
ومن خلال التركيز على السياسة الخارجية والقضايا الأمنية مع هؤلاء الناخبين، يتطلع الديمقراطيون إلى تحويل الانتباه بعيدا عن القضايا المحلية الرئيسية، بما في ذلك الاقتصاد والهجرة.
وكذلك السياسات التقدمية المثيرة للجدل مثل حقوق الإجهاض، وهي استراتيجية سليمة بالنظر إلى العديد من النتائج من دراسة حديثة على الأمريكيين البولنديين.
ووفقا لدراسة استقصائية أجريت عام 2020 من معهد بياست، يعرف المزيد من الأمريكيين البولنديين بأنهم محافظون أكثر من الليبراليين، ويذكرون بأغلبية ساحقة أن الدين مهم في حياتهم (معظمهم من الروم الكاثوليك)؛ ومعظمهم يؤيد الإجهاض ولكن فقط في ظل ظروف معينة.
رسائل
يعرف كل من الجمهوريين والديمقراطيين الرسائل التي يتردد صداها مع الناخبين الأمريكيين البولنديين بناء على المبادرات التي حشدت المجتمع في الماضي.
وبالنسبة للأمريكيين البولنديين، شهدت الحرب العالمية الأولى وصولهم إلى المشهد الانتخابي، عندما ضغطوا على إدارة وودرو ويلسون من أجل مصالح وطن أجدادهم.
وخلال الحرب العالمية الثانية، حولوا تركيزهم من جهود الإغاثة الإنسانية إلى الضغط السياسي تحت رعاية المنظمات الجامعة الكبيرة مثل PAC، التي أنشئت في عام 1944 وأصبحت مدافعة عن لاجئي الحرب البولنديين.
وأدى قانون النازحين لعام 1948 إلى قبول 000 395 مهاجر إلى الولايات المتحدة، منهم أكثر من 200 ألف من البولنديين.
ومن بين هؤلاء، استقر حوالي 38 ألف شخص في ميشيغان، بما في ذلك بمناطق في مقاطعة ماكومب.