أسئلة أوكرانيا حائرة بين الجمهوريين.. الإجابة القاطعة عام 2024
لا يخفى التباين الواضح بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالولايات المتحدة، حول الموقف من الحرب بأوكرانيا، حيث يبدو أن الملف سيكون محور رئاسيات 2024.
بالنسبة للحزب الجمهوري لم يتضح المرشح الذي سيكسب رهان الانتخابات التمهيدية لخوض سباق الرئاسيات المقرر العام المقبل، لكن المرشحين المعلنين حتى الآن، يملك بعضهم إجابات متباينة من الحرب الأوكرانية، بينما يتحفظ آخرون.
أسئلة حرب أوكرانيا حملها المذيع في "فوكس نيوز" توكر كالرسون، إلى المرشحين المُعلنين بالفعل، ووجه إليهم استبيانا يتضمن: "هل معارضة روسيا في أوكرانيا مصلحة استراتيجية وطنية أمريكية حيوية؟، "ما هو هدفنا تحديدًا في أوكرانيا، وكيف سنعرف متى حققناه؟ ما هو حد التمويل والعتاد الذي ترغب في إرساله إلى حكومة أوكرانيا؟ هل يجب على الولايات المتحدة دعم تغيير النظام في روسيا؟ بالنظر إلى أن اقتصاد روسيا وعملتها أقوى مما كانت عليه قبل الحرب ، هل تعتقد أن العقوبات الأمريكية كانت فعالة؟ هل تعتقد أن الولايات المتحدة تواجه مخاطر حرب نووية مع روسيا؟"
وقد رد على هذه الأسئلة من المرشحين الرئاسيين المعلنين، الرئيس السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، أما السفيرة السابقة للأمم المتحدة نيكي هايلي المرشحة الرئاسية الوحيدة فلم ترد على استفسار كارلسون.
أجوبة ترامب
وردا على سؤال "هل معارضة روسيا في أوكرانيا مصلحة إستراتيجية وطنية أمريكية حيوية؟"، قال ترامب: "لا ، بل لأوروبا" ، مضيفًا أن الحلفاء الأوروبيين "يجب أن يدفعوا أكثر بكثير مما ندفعه، أو يساويه".
وبشأن سؤال "ما هو هدفنا تحديدًا في أوكرانيا، وكيف سنعرف متى حققناه؟" رد ترامب قائلا إن الهدف هو "مساعدة أوروبا وتأمينها، لكن أوروبا لا تساعد نفسها" مضيفا إنه "غير عادل" بالنسبة للولايات المتحدة أن تدفع الفاتورة إلى حد كبير ، خاصة وأن أوروبا "تستغلنا في التجارة وأشياء أخرى. ."
وحول حد التمويل والعتاد الذي يرغب في إرساله إلى حكومة أوكرانيا، في حال أصبح رئيسا، يقول ترامب إن الأمر "سيعتمد بشدة" على لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين، لكنه شدد على أن "أوروبا يجب أن تدفع".
واتفق ترامب مع المرشح راماسوامي بشكل قاطع بقول "لا"، إجابة على سؤال تغيير النظام في روسيا، وترك بنس إجابة هذا السؤال على الشعب الروسي.
ويرى ترامب أن العقوبات الأمريكية على روسيا "لم تكن فعالة ، بل على العكس"، ووافقه على ذلك راماسوامي مضيفًا أن "روسيا أقوى بسبب ارتفاع عائدات النفط والغاز جراء ارتفاع الأسعار".
ويوضح الرئيس الأمريكي السابق أن احتمال مواجهة الولايات المتحدة لمخاطر حرب نووية مع روسي يعتمد على "من هو رئيس الولايات المتحدة" لكن ذلك يمثل مخاطرة "مطلقة" في عهد الرئيس بايدن.
بنس
في غضون ذلك ، روج بنس لـ "عقيدة (رونالد) ريغان" لصد الأعداء على شواطئهم لمنع تورط أمريكا المباشر ، وقال لكارلسون: "لا يوجد مكان لمعتذري بوتين في الحزب الجمهوري. هذه ليست حرب أمريكا، لكن إذا لم يتم إيقاف بوتين واستعادة دولة أوكرانيا ذات السيادة بسرعة، سيواصل الرئيس الروسي التحرك نحو حلفائنا في الناتو، وبعد ذلك ستضطر أمريكا للتدخل".
وقال بنس إنه لا يؤيد إرسال "شيك على بياض" لكنه حذر من أن "حجب أو تقليل الدعم سيكون له عواقب" وأن "التكلفة ستكون أكبر بكثير" إذا "غزا" بوتين حلفاءنا في "الناتو".
ويرفض بنس فرضية سؤال المقارنة بين مخاطر الهجوم الروسي وتكتيكات الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، قائلاً إن "اقتصاد روسيا وعملتها ليسا أقوى مما كان عليهما قبل الحرب؛ فالاقتصاد الروسي في حالة سقوط حر، والروبل لا يزال طافيًا بسبب الإجراءات المكلفة للغاية التي اتخذتها روسيا للحفاظ على عملتها عند مستويات ما قبل الحرب في مواجهة العقوبات". وأضاف أن روسيا "مدعومة من الصين" وبدون دعمها "قد تنفد أموال بوتين بحلول عام 2024".
ووصف بنس بوتين بأنه "زعيم روسيا الصغير المتسلط" ، قائلا إن تهديداته النووية "تكتيك تنمر" لكنه شدد على أن الولايات المتحدة "لن تتعرض للتخويف".
راماسوامي
قال راماسوامي ردا على سؤال الهدف من الحرب، إن الهدف هو "احترام أي التزامات سابقة بموجب معاهدة قانونية تعهدت بها الولايات المتحدة" ، مستشهدا بمذكرة بودابست التي حددت سيادة أوكرانيا، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة حققت هدفًا واحدًا يتمثل في "فضح" الرئيس الروسي على أنه "نمر من ورق" على قدراته العسكرية الضعيفة، في حين أن الهدفين البارزين سيكونان ردع بوتين عن العدوان في المستقبل و "دفع" الأوروبيين إلى "الاعتناء بأنفسهم".
المرشح الجمهوري نفسه تعهد في حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة بأن "يحد من أي تمويل أو دعم إضافي لأوكرانيا"، مضيفًا أن الحلفاء الأوروبيين "بحاجة إلى بذل المزيد والمزيد - إنها ساحتهم الخلفية ، إنها حدودهم".
وردا على سؤال الخطر النووي، أجاب راماسوامي بأن خطر "يزداد كلما بدأت الصين في دعم روسيا"، مطالبا الولايات المتحدة بالتخلي عن "نفوذها التفاوضي" لأن روسيا "انتهكت بوقاحة كل معاهدة للحد من الأسلحة النووية"، متابعا أنه "يجب على مؤسسة الدفاع العالمية أن تحفر رأسها من الرمال وتلتزم بحقيقة أن الصين، التي هي لا تقيدها أي معاهدة للأسلحة النووية ، تقوم سراً ببناء مخزونها النووي".