أزمة أوكرانيا.. معارك حامية الوطيس ومناشدات بتسريع وتيرة تسليم السلاح
على الطريق إلى الهجوم الربيعي المحتمل، كان تدفق الذخائر والأسلحة الغربية إلى أوكرانيا "أبطأ"، رغم الحوافز الأوروبية، والتعهدات التي أمطرت بها تلك الدول كييف.
ذلك "البطء" الناجم عن مخاوف من انتهاء المخزون الاستراتيجي لتلك الدول من الأسلحة، حاول الاتحاد الأوروبي القفز عليه بإقرار حوافز من شأنها تسريع وتيرة عملية تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، التي كثفت مؤخرا من مطالبها.
وفي هذا السياق، حث وزير خارجية أوكرانيا دميتري كوليبا ألمانيا على الإسراع بتقديم إمدادات الذخيرة والبدء في تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات مقاتلة غربية.
مناشدات أوكرانية
وقال كوليبا لصحيفة "بيلد إم زونتاج" الألمانية إن نقص الذخيرة يعد المشكلة "الأولى" التي تواجه أوكرانيا لصد الهجوم الروسي، مشيرا إلى أن الشركات الألمانية المصنعة للأسلحة أبلغته خلال مؤتمر ميونخ الأمني الشهر الماضي أنها جاهزة لعملية التسليم لكنها تنتظر توقيع الحكومة على العقود.
وفيما قال إن "المشكلة تكمن في الحكومة الألمانية"، أضاف أنه لا يتوقع أن تتسلم أوكرانيا في أي وقت قريب الطائرات المقاتلة التي تطلبها من الحلفاء الغربيين.
لكنه قال وفقا لما ذكرته الصحيفة إنه يجب تدريب الطيارين الأوكرانيين على أية حال حتى يكونوا مستعدين بمجرد اتخاذ ذلك القرار، مشيرا إلى أنه إذا قامت ألمانيا بتدريب الطيارين الأوكرانيين فسيكون ذلك "رسالة واضحة لمشاركتها السياسية".
من ناحية أخرى، أكد كوليبا أن أوكرانيا ستواصل الدفاع عن بلدة باخموت الشرقية التي تهاجمها القوات الروسية منذ ستة أشهر.
احتياجات دفاعية
في السياق نفسه، بحث القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، السبت، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارك ميلي الاحتياجات الدفاعية لأوكرانيا.
وقال زالوجني، عبر حسابه في تطبيق "تليغرام": "أجريت مكالمة هاتفية مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي، وناقشنا عددا من الموضوعات المهمة بالنسبة لنا، وركزت على قضية الاحتياجات الدفاعية لأوكرانيا"، وفقا لوكالة أنباء "أوكرين فورم" الرسمية الأوكرانية.
وأضاف قائد الجيش الأوكراني: "ناقشنا أيضا توريد الذخيرة والمعدات، والحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية"، متابعًا: "ممتن للرئيس الأمريكي جو بايدن، والجنرال مارك ميلي شخصيا، وجميع الشعب الأمريكي لدعمهم أوكرانيا".
وأطلع زالوجني رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية على الوضع في ميدان القتال، واتفق الطرفان على مواصلة الحوار والعمل المشترك.
معركة باخموت تحتدم
وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث حول وضع الجبهة في باخموت التي تشهد المعركة الأطول والأكثر منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا: "القوات الأوكرانية تسيطر على غرب المدينة وهدمت جسورا رئيسية فوق النهر الذي يمر... من الشمال إلى الجنوب عبر مساحة مفتوحة".
وتابعت: "أصبحت هذه المنطقة منطقة قتل، ما يجعلها على الأرجح تشكل تحديا كبيرا لقوات فاغنر التي تحاول مواصلة هجومها الأمامي غربا".
وتساءل بعض الخبراء العسكريين حول الهدف من استمرار القتال من أجل هذه المدينة المدمرة، لكنّ مسؤولين أوكرانيين يقولون إن سقوط باخموت قد يؤدي إلى مزيد من التقدم الروسي في الشرق.
في المقابل، قال قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين، السبت، إن قواته قريبة من وسط مدينة باخموت التي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر.
خسائر فادحة
وفي مقطع فيديو نشره السبت على تليغرام، يمكن رؤية بريغوجين واقفا على سطح مبنى شاهق في مكان قيل إنه باخموت.
وقال بريغوجين في الفيديو مشيرا إلى مبنى على مسافة من المكان الذي يقف فيه "هذا مبنى إدارة المدينة، هذا هو وسط المدينة". وأضاف "يبعد (من هنا) مسافة كيلومتر و200 متر"، مشيرا إلى أن أهم شيء الآن هو "تلقّي الذخيرة" و"مواصلة التقدم".
ويقود مقاتلو مجموعة فاغنر هجمات ضد مدن في شرق أوكرانيا، بما فيها باخموت، وقد تكبد الطرفان خسائر فادحة في محيط هذه المدينة.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، السبت، إن القتال من أجل باخموت يساعد في كسب الوقت استعدادا لهجوم مضاد "لم يعد بعيدا".
ونقل عن سيرسكي قوله في بيان "الأبطال الحقيقيون الآن هم الجنود الذين يحملون الجبهة الشرقية على أكتافهم ويتسببون بأكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو مع مقدار كبير من التضحيات". وتابع "من الضروري كسب الوقت لجمع احتياطات وشن هجوم مضاد لم يعد بعيدا".
وقال الجيش إن سيرسكي كان في "أهم منطقة" على الجبهة من دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وفي الفيديو الذي نشر السبت، قال إنه مستعد لطلب العفو من كبار القادة الروس، لكن في الوقت نفسه بدا أنه يسخر من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف.
قصف خيرسون
ميدانيا، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب اثنان آخران في ضربة روسية على خيرسون في جنوب أوكرانيا، على ما أعلنت السلطات السبت.
وقال أولكسندر بروكودين رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون على تليغرام "أُبلغنا بأن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب اثنان في موقع تعرض لهجوم على الطريق السريع الذي يربط ميكولايف بخيرسون".
من جهتها، روت غالينا كوليسنيك (53 عاما) التي كانت في المكان ونجت من "المأساة" على حد قولها، أنها جاءت للتزوّد بالوقود وكانت "داخل متجر" عندما سمعت دوي "انفجارات" في الخارج.
وأضافت لوكالة فرانس برس "دخلنا، ثم بعد خمس دقائق وقعت هذه المأساة. تضررت سيارتنا... إنه أمر مروع!".
ضربات جديدة
تأتي هذه الضربة الجديدة بعد يومين من مقتل ثلاثة أشخاص بقصف مدفعي روسي في المدينة نفسها، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
وخيرسون هي عاصمة إحدى المناطق الأربع، إلى جانب دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا التي أعلنت روسيا ضمّها وإن كانت لا تسيطر عليها بشكل كامل.
ورغم انسحاب روسيا من خيرسون نهاية العام الماضي، تتعرّض المدينة للقصف بشكل منتظم من جانب القوات الروسية.