ضخ الأسلحة في شرايين أوكرانيا.. مواقف متباينة للحلفاء وحافز أوروبي جديد
في عامها الثاني بدت الأزمة الأوكرانية أقرب إلى التعقيد منها إلى الحل، فيما يحاول الحلفاء تقديم يد العون لكييف؛ أملاً في أن تتمكن من شن هجوم ربيعي يعيد إليها نغمة الانتصارات.
وفيما أقر وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي قبل أيام خطة ثلاثية تصل قيمتها لمليارَي يورو، لإمداد أوكرانيا بالسلاح، بعد تحذيرات من أن الجيش الأوكراني يواجه نقصا حادا في القذائف المدفعية من عيار 155 مليمترا، بدت بعض الدول متحفظة على إرسال الأسلحة إلى كييف.
سويسرا تتحفظ
إحدى تلك الدول كانت سويسرا التي سارت حكومتها على مسار برلمان بلادها في إعادة تأكيد رفض السماح لمن يشتري الأسلحة والذخيرة السويسرية بتسليمها إلى دول ثالثة تكون في حالة حرب.
وقال المجلس الاتحادي أو الحكومة الجمعة، إن سويسرا لا تزال دولة محايدة، مضيفًا: يتمسك المجلس الاتحادي بقيم الحياد السويسرية وسيستمر في العمل للتأكد من تحقق مزايا ذلك الحياد"، ما يعني أن برن ستستمر في رفض طلب برلين أن تسمح لها بتزويد أوكرانيا بذخيرة دبابات جيبارد التي اشترتها من سويسرا.
وكانت ألمانيا زودت أوكرانيا بـ 30 دبابة منذ العملية العسكرية الروسي العام الماضي وتعهدت بإرسال ما إجماليه 37 دبابة، فيما يتعين على كل من يطلب شراء معدات عسكرية في سويسرا التوقيع على تعهد يقضي بعدم نقلها إلى أطراف تخوض قتالا.
وترفض الحكومة حتى الآن طلبات من ألمانيا والدنمارك وإسبانيا لاستثنائها من ذلك، وتقول إنه لن يتعارض مع قانون مواد الحرب .
ومع ذلك، أكد المجلس الاتحادي أنه أدان الهجوم الروسي الذي استهدف أوكرانيا وأيد العقوبات الأوروبية ضد روسيا.
وكان البرلمان السويسري قد رفض أيضا يوم الخميس، إجراء استثناءات لعمليات التسليم إلى أوكرانيا، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يحدث ذلك إلا في حالة إدانة مجلس الأمن الدولي للحرب.
وفي حالة أوكرانيا، فإنه من الاستحالة بمكان أن يتحقق ذلك لأن روسيا ستستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع إصدار مثل هذا القرار.
النرويج تخالف سويسرا
من جهة أخرى، أعلنت النرويج أنها ستزود أوكرانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة بمنظومتين للدفاع الجوي من طراز (ناسامس).
وقالت وزارة الدفاع النرويجية في بيان لها، يوم الجمعة، نقلته وكالة نوفوستي الروسية: "بالتعاون مع الولايات المتحدة ستقدم النرويج لأوكرانيا منظومتين من نوع ناسامس"، مشيرة إلى أن المنظومتين ستضافان إلى المنظومتين اللتين قدمتهما الولايات المتحدة لأوكرانيا في الخريف الماضي.
وأكدت الوزارة أن النرويج ستقوم بتدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام وصيانة الأنظمة الجديدة.
حافز أوروبي
وفي محاولة من الاتحاد الأوروبي لتحفيز الدول على ضخ مزيد من الأسلحة في شرايين كييف، قال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي الجمعة إن الاتحاد ربما يضخ قريبا 3.5 مليار يورو (3.7 مليار دولار) إضافية في الصندوق المستخدم لشراء الأسلحة لأوكرانيا.
وبموجب خطة وضعها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ستحصل دول الاتحاد على حوافز مالية بقيمة مليار يورو (1.06 مليار دولار) لإرسال المزيد من قذائف المدفعية إلى كييف، فيما سيخصص الاتحاد مليار يورو أخرى لتمويل المشتريات المشتركة من القذائف الجديدة.
وقال المسؤول الأوروبي "إذا توصلنا لاتفاق على هذه الحزمة البالغة ملياري يورو، فستنفد موارد (صندوق) مرفق السلام الأوروبي"، في إشارة إلى الصندوق المستخدم في تمويل شراء الأسلحة لكييف.
مقترح مشروط
وأضاف "الأمر متروك للدول الأعضاء لتقرر ما إذا كانت تريد الموافقة على هذا المبلغ الجديد المقترح الذي يبلغ 3.5 مليار يورو وموعد ذلك".
وتستخدم كييف القذائف بوتيرة تفوق قدرة شركائها على تصنيعها، كما أنها حثت دول الاتحاد الأوروبي على التشارك معا لشراء مليون قذيفة من عيار 155 ملم هذا العام بتكلفة أربعة مليارات يورو لمساعدتها في مواجهة العملية العسكرية الروسية وشن هجوم مضاد.
وقال المسؤول بالاتحاد الأوروبي إن من شأن مليون قذيفة أن تكفي أوكرانيا لما بين ثلاثة إلى خمسة أشهر "حسب الوضع التكتيكي على الأرض".
لكن المخزونات الغربية على وشك النفاد بعد مرور أكثر من عام على الحرب كما أن تسليم قذائف المدفعية من عيار 155 ملم يستغرق عاما كاملا من وقت طلبها، وذلك حسبما أفاد المسؤول.