إمداد أوكرانيا بالذخيرة والقذائف.. خطة أوروبية ثلاثية
في إطار مساعي "تفعيل اقتصاد حرب"، اجتمع وزراء دفاع أوروبا الأربعاء لإعداد خطة لإمداد أوكرانيا بالسلاح قد تصل قيمتها لمليارَي يورو.
تلك الخطة التي وضعها الوزراء الذين اجتمعوا في ستوكهولم الأربعاء بحضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ ونظيرهم الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، جاءت بعد تحذيرات من أن الجيش الأوكراني يواجه نقصا حادا في القذائف المدفعية من عيار 155 مليمترا.
وقال ممثل كييف للصحفيين إن "أولويتنا الأولى هي أنظمة الدفاع الجوي وكذلك الذخيرة والذخيرة والمزيد من الذخيرة".
وفيما الجيش الأوكراني مهدد بمحاصرته في باخموت في شرقي أوكرانيا، تسعى الخطى إلى تسريع اعتماد إرسال الذخائر إلى كييف، بحسب المشروع القائم على مشتريات مشتركة كبيرة، بهدف طمأنة الشركات المصنعة بشأن استمرارية الطلبات، وتلبية الحاجات الفورية لكييف وتعزيز قدرات صناعة الدفاع الأوروبية على الأمد الطويل.
ثلاثة أجزاء
ويهدف الجزء الأول من الخطة التي تتكون من ثلاثة أجزاء، إلى استخدام مليار يورو تسحب من "صندوق السلام الأوروبي" من أجل إرسال قذائف متوافرة في مخزونات جيوش الدول خلال أسابيع.
ولجأ حلفاء أوكرانيا الأوروبيون -حتى الآن- بشكل كبير إلى مخزوناتهم العسكرية بدعم يصل إلى 12 مليار يورو بما في ذلك 3,6 مليار من الصندوق نفسه.
تنشيط اقتصاد الحرب
ورغم أن مخزونات العديد من الجيوش الأوروبية كانت أصلا منخفضة قبل الحرب وأصبحت مستنفدة بشكل خطير، قدّرت الدول الأوروبية أن ما زال لديها هامش لتلبية الحاجات الأوكرانية.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "الجميع متّفق على ضرورة العمل بشكل عاجل لأن الجميع متّفق على هدف مساعدة أوكرانيا بأكبر قدر ممكن وبأسرع وقت ممكن".
واقترح الإفراج عن مليار يورو إضافي من الصندوق لمساعدة أوكرانيا، فيما تنص الخطة -كذلك- على طلبيات مشتركة لجيوش الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا من أجل تشجيع مصنعي القذائف على زيادة قدراتهم.
وتطالب دول مثل إستونيا التي عرضت تقديم المزيد (أربعة مليارات يورو ومليون قذيفة) بالذهاب أبعد من ذلك.
وقال ماديس رول المسؤول في وزارة الدفاع الإستونية لوكالة "فرانس برس": "وفقا للحاجات الأوكرانية، سيحتاجون إلى 350 ألف قذيفة 155 ملم على الأقل في الشهر".
وأوضح ريزنيكوف: "هذا لا يكفي لأننا نحتاج إلى مليون قذيفة أي حوالى أربعة مليارات يورو". وأضاف "نحن في حاجة إلى المزيد".
توافقات أوروبية
وهناك توافق بين الدول الـ27 على أنه بعد سنوات عدة من خفض الاستثمارات العسكرية بعد الحرب الباردة وما يسمى بالصراعات غير المتكافئة، يجب الاستعداد مجددا للصراعات بين القوى العظمى.
وحذّر مفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي تييري بروتون الثلاثاء من أن "الصناعة الأوروبية ليست مستعدة لحاجات صراع شديد الحدة"، قائلا أمام الصحافيين: "يجب أن تعمل صناعة الدفاع لدينا بسرعة على تنشيط وضع اقتصاد الحرب".
لكن من جهته، اعتبر الوزير الألماني بوريس بيستوريوس أن تلك المفردات العسكرية زائدة عن حدّها، مضيفًا: "ستكون إشارة قاتلة (تعني) أننا نوظف كل شيء لإنتاج الأسلحة والذخيرة (..) نحن، الاتحاد الأوروبي وألمانيا، لسنا في حالة حرب".