معركة باخموت تشتد.. روسيا تناور بـ"خطة الاستنزاف"
عبر خطة محكمة سعت القوات الروسية في استنزاف نظيرتها الأوكرانية عبر جبهتين مختلفتين بساحة القتال في مدينة باخموت شرق أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن أوكرانيا طالبت سكان خيرسون بمغادرة المدينة أمس الثلاثاء، عقب تصاعد الهجمات الروسية على المدينة الجنوبية التي استعادتها قوات كييف الخريف الماضي، بينما تصاعد الضغط على كييف للانسحاب من باخموت، خلال اليومين الماضيين ، لكنها أصرت على الدفاع عن المدينة المحاصرة.
وقال جنود إن القوات الأوكرانية انسحبت من ما يقرب من ثلث منطقة باخموت الواقعة على الضفة الشرقية للنهر في وقت سابق هذا الأسبوع.
وحتى الآن لم يختر القادة الأوكرانيون الانسحاب من باخموت ككل، على الرغم من ارتفاع حصيلة الضحايا، وفق تقارير صحفية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ للصحفيين في اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين في ستوكهولم: "لقد تكبدوا خسائر كبيرة، لكن في الوقت نفسه لا يمكننا استبعاد احتمال سقوط باخموت في نهاية المطاف في الأيام المقبلة".
واندلعت معركة باخموت في يوليو/ تموز الماضي. وخلال الأسابيع الأخيرة، وضعت القوات الروسية المدافعين الأوكرانيين تحت ضغط متزايد بالتقدم إلى شمال المدينة وجنوبها ومحاصرتها من ثلاث جهات.
ويدور خلاف واضح بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجنرالاته، حول ما إذا كان يجب القتال من أجل السيطرة على باخموت وإلحاق أكبر عدد من الضحايا بالقوات الروسية أو الانسحاب لتجنب محاصرة قوة أوكرانية كبيرة.
ونقلت الصحيفة عن تقارير روسية أن القوات الروسية أطلقت 360 صاروخًا من أنظمة مختلفة، بما في ذلك قذائف مورتر وأنظمة صواريخ متعددة الإطلاق، على منطقة خيرسون منذ يوملإثنين.
وقال محللون عسكريون إن باخموت تحمل أهمية رمزية أكثر منها أهمية استراتيجية لكل من أوكرانيا وروسيا. لكن العدد الهائل من القوات الذي خصصه الجانبان للقتال من أجل المدينة يخلق أهمية عسكرية أكبر.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يدخل فيه القتال على باخموت مرحلة حاسمة، يحاول الطرفان تبرير خسائرهما الكبيرة في "مدينة صغيرة ذات قيمة إستراتيجية محدودة" بتقديمها على أنها تفيد قضيتهما.
وأرسلت أوكرانيا تعزيزات، بينها قوات النخبة والألوية المدربة حديثًا، والتي تحتاجها لشن هجمات يقول قادة البلاد إنهم يخططون لشنها ضد قوات الغزو الروسية هذا الربيع.
ولا تكشف أوكرانيا عن خسائرها، لكن يعتقد أنها كانت ثقيلة وخاصة في باخموت وتخاطر باستنزاف قوة القوات المتاحة للهجمات الأوكرانية المقبلة.