الاتفاق التجاري الأمريكي-الأوروبي.. خطوة لتحقيق التوازن الاقتصادي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق تجاري بين بلاده والاتحاد الأوروبي يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم الواردات القادمة من دول الاتحاد.
وقال ترامب خلال لقائه أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية في اسكتلندا إن الاتفاق -الذي يعد خطوة تهدف إلى تقليص العجز التجاري وتحقيق توازن اقتصادي بين الجانبين- جاء في أعقاب مفاوضات مكثفة ويستهدف معالجة العجز التجاري الأمريكي البالغ 235.6 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي في عام 2024.
وكشف عن أن المنتجات الدوائية ستُعفى من الرسوم، إلى جانب استثناءات محدودة تشمل الطائرات والمعدات الطبية.
وأكد الرئيس الأمريكي أن الرسوم التي كان من المقرر أن تصل إلى 30% خُفّضت إلى 15% ضمن الاتفاق الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ في أغسطس/آب المقبل.
من جانبها، عبّرت فون دير لاين عن ارتياح الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى هذا الاتفاق الذي أكدت أنه يحقق توازنًا مرضيًا للطرفين؛ إذ يعفي "منتجات استراتيجية" من بينها الطائرات من الرسوم، كما يضمن للتكتل شراء كميات كبيرة من الطاقة الأميركية لتعويض المصادر الروسية.
وأعربت عن نية الاتحاد الأوروبي زيادة مشترياته من المعدات العسكرية الأمريكية ضمن التفاهمات الثنائية، مع الاستعداد لتدابير تجارية احتياطية في حال الضرورة.
أفضل شيء يمكن الحصول عليه
ودافعت رئيسة المفوضية الأوروبية عن الاتفاق التجاري المبرم مع الولايات المتحدة اليوم الأحد واصفة إياه بأنه "أفضل شيء كان يمكن الحصول عليه".
وشددت على ضرورة عدم التقليل من شأن الاتفاق في ظل التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية 30% على التكتل.
وأكدت فون دير لاين أن الاتفاق ينص على فرض رسوم أساسية 15% على معظم السلع الأوروبية المصدرة إلى الولايات المتحدة ومنها السيارات وأشباه الموصلات والمنتجات الدوائية.
وفي المقابل، ينص الاتفاق على عدم فرض أي رسوم على بعض المنتجات الاستراتيجية، مثل الطائرات وقطع غيارها وبعض المواد الكيماوية وعدد من الأدوية. وأضافت أنه لم يُتخذ بعد قرار بشأن الرسوم الجمركية على النبيذ والمشروبات الروحية.
ورداً على سؤال عن رأيها فيما إذا كانت نسبة 15% صفقة جيدة لمصنعي السيارات الأوروبيين، قالت فون دير لاين للصحفيين "15% ليست بالأمر الهيّن، لكنها أفضل شيء كان يمكن الحصول عليه".
والتزم الاتحاد الأوروبي بشراء غاز طبيعي مسال ووقود نووي من الولايات المتحدة بقيمة 750 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات. وقالت فون دير لاين "ما زال لدينا الكثير من الغاز الطبيعي المسال الروسي الذي يدخل عبر الأبواب الخلفية".
وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت إنهاء واردات الغاز الروسي تماماً بحلول أول يناير/كانون الثاني 2028.
وأضافت فون دير لاين قبل مغادرتها اسكتلندا "الاتفاق الذي أبرم اليوم يوفر اليقين في أوقات يسودها عدم اليقين، ويمنح الاستقرار والقدرة على التنبؤ (بالتطورات مستقبلا)".
تفادي تصعيد غير ضروري
من جانبه رحّب المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأحد باتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية، معتبراً أنه "يجنب تصعيدا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي".
وقال المستشار في بيان "لقد تمكنا بذلك من الحفاظ على مصالحنا الأساسية، رغم أنني كنت آمل أن أرى المزيد من التسهيلات في التجارة عبر الأطلسي". والولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري لألمانيا.
وأضاف ميرتس "يساعد هذا الاتفاق في تجنب نزاع تجاري كان من شأنه أن يؤثر بشدة على الاقتصاد الألماني"، معرباً عن ارتياحه خصوصا بشأن قطاع صناعة السيارات "حيث سيتم خفض الرسوم الجمركية الحالية البالغة 27.5% إلى النصف تقريبا، لتغدو 15%".
وتابع زعيم أكبر اقتصاد في أوروبا "في هذا المجال على وجه التحديد يكتسب الخفض السريع للرسوم الجمركية أهمية قصوى".
بالإضافة إلى قطاع السيارات الذي يعد ركيزة أساسية للصناعة الألمانية، فإن قطاعي الكيماويات والآلات يعتمدان بشكل خاص على الصادرات إلى الولايات المتحدة.
وأعرب المستشار المحافظ للمفوضية الأوروبية عن "دعمه الكامل للمفاوضات التي ستبدأ الآن بشأن تفاصيل الاتفاق".
في رد فعل منفصل، قال وزير المالية الألماني لارس كلينغبايل إن التوصل إلى حل تفاوضي مع واشنطن "أمر جيد كخطوة أولى".
وأضاف "سنقوم الآن بتقييم نتائج المفاوضات وأثرها على الاقتصاد والتوظيف في ألمانيا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز